يشهد حزب التجمع الوطني الديمقراطي، حراكا واسعا وسط إطاراته ومناضليه، الطامحين إلى تبوأ عدد من المناصب، من بينها استخلاف الراحل محمد مغلاوي في عضوية المكتب الوطني للحزب، رغم أن قرار الاستخلاف لا يمكن أن تتدخل فيه أية جهة، سوى الأمين العام أحمد أويحيى شخصيا. وأفادت مصادر من محيط هذا الأخير، أن الإبقاء على عضوية وزير النقل-رحمه الله- في تشكيلة المكتب الوطني بعد المؤتمر الثالث كان لاعتبارات ''أخلاقية''، تتعلق بعدم استساغة أويحيى لاستخلاف مغلاوي في فترة قصيرة بعد رحيله مثلما أبقى عليه رغم معاناته مع المرض. تحركات مماثلة، تشهدها الهياكل المحلية للحزب بولايتي جيجل وتيبازة، لاستخلاف عضوي المجلس الوطني للتجمع الراحلين مؤخرا، قروي رابح وبوعلام بوزيدي، حيث يقتضي استخلافهما الرجوع إلى المكاتب الولائية للحزب، لأن تعيين أعضاء المجلس الوطني، يتم من قبل مندوبي الولايات في مؤتمر الحزب، إلى جانب حصة يعينها الأمين العام. كما يضمن الوزراء عضويتهم بطريقة آلية بحكم المنصب. ولا يوجد مؤشر على توفر النية لدى قيادة الأرندي، باتخاذ خطوة في هذا الاتجاه، في الوقت الراهن، لنفس الاعتبارات التي تحيط بتأجيل استخلاف مغلاوي بالمكتب الوطني. كما أن جدول أعمال دورة المجلس الوطني للحزب، المعتزم تنظيمها يومي 4 و5 جوان الداخل، لا تتضمن أي نقطة تتعلق باستخلاف الأعضاء المتوفين. أما الحراك الأوسع، فقد سجل في أوساط المنتخبين المحليين، استعدادا لاستحقاقات التجديد النصفي لمجلس الأمة، التي ستنظم في شهر ديسمبر المقبل، حيث بدأ العديد من المنتخبين، بذل مساع للظفر بالترشح باسم الحزب في هذه الاستحقاقات، التي تتكون كتلتها الناخبة من المنتخبين المحليين، ويبذل كثير من المنتخبين -حسب الأصداء التي ترد من الولايات- محاولات حثيثة لإقناع زملائهم بفسح المجال أمامهم للترشح باسم الحزب، وامتدت هذه ''المفاوضات'' مع باقي المنتخبين المنتمين للتشكيلات السياسية الأخرى، في محاولة لبلورة توافقات، قد تتدخل فيها قيادات الأحزاب، كما حصل في انتخابات 2006، حيث جرت تفاهمات وتنازلات متبادلة بين أحزاب التحالف في عدد من الولايات، لسد الطريق أمام مرشحين من خارج التحالف، وترجيح كفة المرشحين المنتمين إلى أحزابه. وتعرف أروقة المجلس الشعبي الوطني نفس الغليان ينشطه نواب الكتل البرلمانية لتغذية طموح تموقعهم في المناصب المخولة على مستوى مكتب المجلس ومختلف اللجان المكونة لهرم الغرفة السفلى والتي تعرف هي الأخرى تجديدا خلال جوان الداخل عبر انتخابات داخلية وسط الكتل البرلمانية. للتذكير، فإن أحزاب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، حزب العمال وحركة مجتمع السلم لا تعرف مثل هذا التسابق المحموم. علما أن تقلد مناصب ضمن هياكل المجلس الشعبي الوطني يتم إما بالتوافق بين نواب الكتلة الواحدة أو بالتعيين من قبل قيادة هذه الأحزاب.