لويزة حنون زعيمة حزب العمال ترفض كوطة النسوان المقررة بواسطة ''فرمان'' هبط من الأعلى يأمر بتخصيص نحو ثلث المناصب (والمكاسب) والمقاعد لقسمتها على المرأة!وإن كان الثابت أن نصف مقاعد الحافلات (والكيران) تحتلها بالتأكيد العجائز، ومن هن تحت العشرين ويتظاهرن بالعجز المبين والكسر في الرجلين على نحو ما حدث لخليدة تومي مؤخرا في آخر أيام ثقافة الأفارقة! وهذا الرفض مرده إلى أن القرار عبارة عن حشر نيف في موضوع الغير من طرف (غير الناهين عن المنكر) من أصحاب السلطة، ومحاولة صنع ديكور سياسي يساهم في تحسين صورة ديمقراطية الواجهة بعد أن تعرت وافتضح أمرها وانكشفت عورتها! والكلام هذا صحيح مائة في المائة ولا يرقى أليه شك، خاصة أن النسوان أعرف بأمورهن، كما أهل مكة أعرف بجبالها وبحاملي أنفلونزا الخنازير وحتى أنفلونزا الكلاب! المصريون في هذه الأيام ابتكروا فكرة ''كوطة النسوان'' ويريدون استخدامها لحل البرلمان، وتمكين العنصر النسوي المختار بطريقة التعيينات الذكية والأمنية من دخوله بقوة استعدادا لإقرار مجلس الشعب قانون التوريث الذي بموجبه يصبح نجل (الرايس) هو الرايس! والمعارضون من الجزائريين والجزائريات لهذا التعيين باسم الجنس على شاكلة لويزة، يمكنهم استخدامه لحين على الأقل في المطالبة بحل البرلمان، بدعوى أن نسبة العنصر النسوي فيه ممن يلبسن التنورة أو الجلباب لا يرقى إلى النسبة المطلوبة. ولا أتحدث هنا عن نسبة أشباه الرجال النواب من هم أقل شأنا من النسوان! وعندما تثبت الأرقام أن إمكانية الحصول على منصب سياسي أو حتى منصب بواب في هذا البلد بات من الصعوبة بمكان، فإن لويزة تكون غير محقة في معارضتها للفكرة طالما أن المنصب في حزب يحتاج الآن ل''شكارة'' من المال ومعارف بأصحاب الدينار والنجوم والجبال، وبالتالي لا يصبح في متناول أي كان شرط أن يتم التنصيص على وضع بنت فلان وفلتان من النخبة المستفيدة من الخوصصة خارج السباق والميدان.. وإلا فإن حليمة ستعود إلى عادتها القديمة وإن فاقت بها لويزة!