جياع وتقذفونني بالطماطم.. كان عليكم توفيرها لسد رمقكم ^ دعاوى قضائية تشعل صراع السلطة.. وتضارب صلاحيات العسكر والرئيس ردّت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بدهاء بالغ على حادثة قذفها بالطماطم أثناء زيارتها لمصر، مذكرة المصريين بشكل غير مباشر بالوضع الاقتصادي المتردّي لبلادهم وتبعيتهم للمساعدات الخارجية. وبعد الثورة التي أطاحت بنظام حسني مبارك بات يطرح بحدة الوضع الاقتصادي للبلاد الذي ازداد تراجعا بفعل حالة عدم الاستقرار. ويتردد سؤال كبير عن الفرص المتاحة للنظام «الثوري» الجديد في مصر لإحداث تغييرات جذرية في السياسة المصرية خصوصا الخارجية في ظل حاجة مصر لمساعدات أجنبية تحمل معها إملاءات واشتراطات مانحيها. ويطرح البعض سؤالا في منتهى العملية والوضوح: هل يستطيع الرئيس محمد مرسي مثلا تغيير سياسة بلاده تجاه قطاع غزة دون أن يغضب الإسرائيليين وبالتالي الأمريكان. وفي إشارة بالغة الذكاء لهذه المعادلة، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إنها «لم تغضب» من المحتجين في مصر الذين رشقوا موكبها بالطماطم، موضحة أن هذا مؤشر على تزايد الحرية والقلق، لكنها أضافت أن ما أسفت عليه حقا هو ضياع طعام على الأرض. وفسر إعلاميون كلام كلينتون على أنه إشارة ذكية إلى الوضع الاقتصادي والاجتماعي بمصر. وقال آخر تريد القول لنا «أحرى بكم أن توفروا الطماطم لسد الرمق بدل أن تقذفوني بها». وسئلت كلينتون عن الواقعة التي حدثت في الإسكندرية الأحد الماضي حين ألقى محتجون الطماطم على موكبها وأصابت ثمرة وجه مسؤول مصري فأرجعت ذلك إلى حالة التوتر من التغيير الجاري في مصر. وقالت كلينتون في القدس بعد ساعات من وصولها من مصر «كلما تولت حكومة المسؤولية سريعا ويمكن الحكم على أفعالها ومساءلتها حينها سيتمكن الناس من اتخاذ قرارات لأن الأقوال لا تعني الكثير مثل الأفعال ولذلك لم أغضب»، مضيفة «ارتحت لان أحدا لم يصب وأسفت على ضياع ثمرات طيبة من الطماطم لكن بخلاف هذا لم يكن الأمر مزعجا بشكل خاص». وفي الأثناء، شهدت مصر أمس، عددا كبيرا من الدعاوى القضائية التي تؤشر على تعقد الأزمة السياسية، وتزايد الصراع على السلطة بين جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكري. وينظر القضاء الإداري 12 طعنا في اللجنة التأسيسية المؤلفة من مائة عضو تعترض على طريقة تشكيلها والنفوذ الكبير للإسلاميين فيها حيث أدت سيطرتهم على البرلمان إلى منحهم القول الفصل في تشكيلها. وإذا قضت المحكمة بعدم شرعية الجمعية فسيشكل المجلس العسكري جمعية أخرى بموجب الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره قبيل انتخاب الرئيس محمد مرسي. وقدم جميع أعضاء مجلس الشورى الأعضاء في التأسيسية استقالتهم منها، بينما صدق مرسي على قانون أصدره مجلس الشعب قبل حله مباشرة يحدد معايير تشكيل التأسيسية. وتعليقا على ذلك قالت صحيفة الإخوان المسلمين إن ذلك القانون يحصن اللجنة التأسيسية. من ناحية أخرى، قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية في عددها الصادر أمس، إن الإسرائيليين يتطلعون إلى زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لإسرائيل، للحصول منها على معلومات تتعلق بالتفكير الإستراتيجي المصري والموقف من عملية السلام بعد وصول أول رئيس إسلامي منتخب في مصر. ورأت الصحيفة أن انتخاب الرئيس مرسي لم يسهم في ملء الفراغ الدبلوماسي بين مصر وإسرائيل، الذي نتج عن تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك تحت ضغط الشارع، وذهبت إلى الجزم بأن انتخاب مرسي سارع من وتيرة تآكل اتفاقية السلام التي أبرمت بين البلدين قبل 33 عاما.