أذكر أنه في زمن ممطر من عام «الرمادة» هذا، خرج علينا وزير السدود، مستبشرا، بأن منسوب الماء، وليس النفط، يهدد أرضنا بالطوفان، لكن بين استبشار وزير الموارد المائية، وما نراه الآن من جفاف مائي أخرج العطش من دياره ليصبح أزمة شارع، نسأل معاليهم، أين مطرنا وأين سدودكم أيها السادة؟ فلا ماء طبيعي ولا ماء معدني في الأفق.. فقط مجرد سراب متعدد المعاطش، سقتنا به سلطة «جا الما نوض اتعمر» ليتبخر كل شيء مع ضربة شمس.. هل هناك فشل يمكن أن تمنى به أي سلطة كانت، أكبر من عجزها عن تزويد شعبها وشعابها بالماء الشروب، وهل هناك أزمة أكبر من أن دولة الطاقة على مختلف أشكالها، تعيش نكسة كهرباء ونكسة بنزين ونكسة ماوزت ونكسة إنسان، وفوق هذا وذاك نكسة عقل أخلت بكل منطق يمكنه أن يفسر لل «غاشي» موقع السلطة من تيار كهربائي يصعق كل يوم عشرات الشخوص لمجرد مرور خطأ أمام عمود كهربائي، لكنه في حالة حاجة المواطن لإنارة تخفف عنه ظلام ليله و«نيران» سلطته، فإن انقطاع التيار الكهربائي، لا يستشير مكيفا ولا ثلاجة ولا رمضانا على الأبواب.. البلد الأوحد الذي يجوز فيه تقصير رمضان هو هذا الوطن اللاعب والمتلاعب به، فمادام كثير من العلماء قد أجازوا للاعبين أكل رمضان في أولمبياد لندن، فإن «ماتش» الحكومة ضدنا، كما وضعها في خانة اللاعب، فإنه وضعنا في خانة «الملعوب» بهم، الذين يسقط عليهم حق الصوم، ومنه الإفطار حلالا ملالا، فنحن وفق مهازلهم تلك، نعيش «أولمبياد» الماء والكهرباء والغاز والغلاء وما خف وزنه من مباريات» راح الماء نوض أتكسر»…