مع احتدام الجدل حول مسلسل «عمر»الذي يتناول سيرة ثاني الخلفاء الراشدين، كشفت شبكة تليفزيون الشرق الأوسط «أم.بي.سي»عن انضمام برنامج «عمر صانع الحضارة»حول سيرة الفاروق، من إعداد وتقديم الداعية المصري عمرو خالد، إلى قائمة برامجها لشهر رمضان القادم، ليرافق المسلسل التلفزيوني الذي سيبث في عدة قنوات. وقالت القناة التي أنتجت المسلسل الضخم بالاشتراك مع تلفزيون قطر في بيان، إن البرنامج يتناول السيرة العمرية بطريقة تفصيلية ومغايرة لما جرت عليه العادة في البرامج المشابهة، إذ يسلط الضوء على جوانب مختلفة يجهلها كثيرون في سيرة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ويتزامن عرض البرنامج مع عرض «أم.بي.سي» وتلفزيون قطر والعديد من شبكات التلفزيون الأخرى حول العالم لمسلسل «عمر»، حيث يساير برنامج «عمر صانع الحضارة»في حلقاته مسلسل «عمر» على قنوات التلفزيون لتقديم المزيد من الشرح التفصيلي للأحداث. وكانت شركة «أو3» للإنتاج المنضوية تحت لواء مجموعة أم.بي.سي قد أعلنت منح حقوق عرض المسلسل إلى كل من قناة «المستقبل» اللبنانية وقناة «نسمة»التونسية، إضافة إلى التلفزيون الجزائري وقناتين من إندونيسيا وتركيا. جدل الدرامي والديني وأثارت اللقطات التي بثت للمسلسل في عدد من القنوات -رغم أنها لا تظهر وجوه الخلفاء- جدلا واستياء من بعض رجال الدين والمجامع الفقهية ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. وظهرت دعوات لمنع بث المسلسل الذي تعد ميزانيته الأضخم في تاريخ الدراما التلفزيونية، باعتبار الإضافات الفنية التي تعالج بها الحقب والشخصيات التاريخية وعدم تقبل تجسيد شخصية الفاروق من أي ممثل كان، رغم أن المخرج السوري حاتم علي يستعين بممثلين جدد في أداء دور بعض الخلفاء الراشدين. ويرى البعض أن رموز الأمة من الأنبياء والصحابة تعد من الخطوط الحمراء التي لا ينبغي الاقتراب منها، سواء على المستوى العقائدي أو المس بسيرتهم عبر المعالجات الدرامية الخاضعة في النهاية لرؤى فنية، وكذلك أداء الممثلين مهما كان فريق العمل متمكنا ونزيها. وكانت أعمال درامية أخرى قد أثارت بدورها جدلا كبيرا أبرزها مسلسل «الحسن والحسين ومعاوية»الذي حاول مخرجه التقليل من وطأة النقد بإسناد دوري «الحسن والحسين» لممثليين أردنيين شابين، تجنبا لأي جدل حول حياة الأبطال الشخصية وعلاقتها بالشخصيات في المسلسل والتي طرحت في عدة أعمال تاريخية، بينها مسلسل «عمر» نفسه. ويستند مسلسل عمر في نصه التاريخي إلى مراجعة مرجعيات دينية أبرزها الدكتور يوسف القرضاوي والشيخ سلمان العودة، وكان قد أعلن عن إنتاجه أواخر عام 2010، على أن يعرض في رمضان 2011، إلا أن قيمة العمل وضخامته دفعت المخرج حاتم علي إلى التأني في تصويره ليعرض في رمضان 2012. ورغم التكتم الشديد الذي يحيط بالعمل الذي كتبه الدكتور وليد سيف، فهو يجمع مجموعة من نجوم الدراما التاريخية من كافة أنحاء الوطن العربي، بينهم السوري غسان مسعود في دور أبي بكر والممثل سامر إسماعيل في دور عمر بن الخطاب، وسامر عمران في دور عثمان بن عفان، والممثل التونسي الشاب غانم الزرلي في دور علي بن أبي طالب. كما يشارك في العمل منى واصف وسوزان نجم الدين ونجاح سفكوني وقاسم ملحو من سوريا، والمغربيان محمد مفتاح وهشام بهلول، والتونسي فتحي الهداوي، والكويتي فيصل العميري، والقطري غازي حسين، واللبنانية برناديت حديب وغيرهم. برنامج مكمل إدراج برنامج يقدمه الداعية عمرو خالد عن سيرة الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه يبث مع المسلسل، يراه البعض تلافيا لحدة الانتقادات، ولبعض التفسيرات الخاطئة لبعض ما يرد في المسلسل، باعتباره عملا فنيا وليس توثيقيا، كما يهدف إلى الإسهاب في شرح سيرة ثاني الخلفاء الراشدين رضي الله عنه. الداعية عمرو خالد قال في معرض حديثه عن البرنامج إنه «يتحدث عن الخليفة عمر ويبرزه بطريقة شاملة ومغايرة، إذ لا يركز فقط على ما عرف عنه من خصال كالقوة والشجاعة وعدم الخشية من المواجهة، بل يحاول البرنامج إبراز صفاته وخصاله التي لم تعرف، فهو رجل حضاري استطاع أن يبني دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى». ويتطرق البرنامج تفصيليا إلى المبادرات التي قام بها عمر في إرساء دعائم الدولة الحديثة والخطوات السباقة التي اتخذها أثناء خلافته والتي نقلت عنه بعد ذلك في بناء الدول، حيث استطاع إرساء مجموعة من القيم كالعدل والأمانة. ويصح القول بأنه مخترع حيث أسس العديد من المدن حتى لقب بأبي المدن، كما أنه أنعش الاقتصاد باهتمامه بالزراعة، وكان أول من ابتكر مفهوم التعليم الإلزامي وغيرها. ويضيف خالد «وفيما يتعلق بالمرأة فعينها مسؤولة عن الأسواق وانضباطها، وهو أول من أعطى قرضا لمشروع صغير لهند بنت عتبة حيث أعطاها أربعة آلاف درهم، كما أنه أول من أسس سجلا للمواليد والوفيات». وأكد الداعية الإسلامي المعروف في البيان أن أهمية البرنامج في هذا الوقت تحديدا تكمن في حاجة العالم العربي إلى جيل ينتج ويبني حضارة، مشيرا إلى أن البرنامج ليس مجرد دروس نظرية فقط، وإنما هو برنامج قصصي يتماشى حلقة بحلقة مع المسلسل، وفي حال سبق المسلسل في بعض الأحداث فإنه يدعو المشاهدين للرجوع إلى الحلقة لمزيد من الفهم والتمحص.