يعرف بائعو الشاي إقبالا منقطع النظير عليهم من طرف أغلب الفئات خصوصا مع بداية الشهر الفضيل، إذ يعرف هذا النشاط حيوية وانتعاشا لاسيما وأن عادة ارتشاف الشاي، مباشرة وراء صلاة التراويح يلتزم بها الكثير من العاصميين، على مستوى المحلات المخصصة لبيعه، كون الشاي يخفف عنهم الإحساس والشعور بالملل، كما يبعث فيهم النشاط، لقضاء اكبر وقت في مسامرة الأهل والأصدقاء في الليالي الرمضانية، الأمر الذي عاد بالإيجاب على ممتهني هذه الحرفة. وطافت «البلاد» ببعض محلات بيع الشاي الصحراوي ولوازمه على غرار « الفول السوداني» الذي اقترن بهذا السائل المنعش وأصبح لا يفارقه في قعدات العاصميين وسهراتهم، فوجدنا بعض أصحاب هذه المحلات منهمكين في تحضير الشاي الصحراوي بطريقته التقليدية في أباريق كبيرة توضع فوق الجمر لتحفظ سخونته، وما لفت انتباهنا هو طريقة سكبه في الكوب من طرف احد الشباب الذي كان يرفع الإبريق إلى ارتفاع متر ونصف حتى مترين، الأمر الذي أذهل الحضور ونال إعجابهم. في حين وجدنا محلات أخرى تصطف أمامها طوابير طويلة من الزبائن، والكل يريد فنجانا من الشاي الصحراوي بالنعناع. وعن هذا الإقبال قال صاحب أحد المحلات، الذي ينحدر من ولاية بشار ومنطقة «تيميمون» بالتحديد، أن بمجرد دخول الشهر المبارك يتوافد الزبائن على محلاتهم بسبب النكهة الخاصة التي يتميز بها الشاي المحضر من طرفهم والمنبعث من صحرائنا الشاسعة التي استمد عبقه منها، لاسيما وأن أغلب باعته ينحدرون من مناطق صحراوية عرف أهلها بجدارتهم واحترافيتهم في تحضير الشاي مما ضاعف الإقبال عليه بالنظر إلى نكهته الخاصة. «البلاد» وفي جولتها الليلية تغلغلت في بعض الأحياء العريقة بالعاصمة، ورصدت صبغة أخرى لهذا النشاط وهم الباعة المتجولون، الذين التقينا بالعديد منهم، كانت جل تصريحاتهم، تصب في أن هذا النشاط يعتبر مصدر رزقهم الوحيد، مؤكدين أنها مهنة يزاولها الكثير منهم، جاؤوا إلى العاصمة للبحث عن فرص العمل فاختاروا تلك الأباريق النحاسية وكوانين الجمر والمآزر البيضاء لكي ينطلقوا في رحلة البحث عن لقمة العيش وعائدات تفرج كربهم وكرب أهاليهم القابعين في أعماق الصحراء، والذين يعلقون آمالهم على الشاي الأحمر وما سيجنيه أولادهم من بيعه.