يعتبر سوق وسط المدينة بعاصمة ولاية الجلفة، الواجهة التجارية الأولى على مستوى الولاية، ويعتبر مقصدا لجميع سكان البلديات، وهو الأمر الذي جعله يكتسي طابعا خاصا، ليس في شهر رمضان فقط، بل على طول العام، والمثير في الأمر أن السوق المذكور يعتبر «طبقيا» بامتياز، حيث توجد به أجنحة خاصة لذوي الدخل المرتفع وأصحاب المال، كما يضمن التسوق لذوي الدخل المعدوم والضعيف بأجنحة أخرى، مما جعل أسعار مختلف الخضر لا تكون نفسها، بل يصل الفرق بين نفس السلعة إلى حدود الضعف، فمثلا الطماطم تباع في جناح «المرفهين» ب 100 دينار، لكن في الجناح الآخر، قد لا يتعدى سعرها 60 دينارا، ولكل جناح زبائنه وزواره الخاصين فلا مجال للاختلاط في الأسعار والزبائن. سوق وسط المدينة والذي تعيث فيه الأوساخ «تجولا»، يحتضن داخل أورقته جناحا للحلوم بمختلف أنواعها، لكن المتجول لأول مرة فيه، يقف على أن النظافة هي آخر الأشياء المحترمة، لكون المياه القذرة والصادرة من عمليات غسل اللحوم والشحوم والأحشاء، لا تجد طريقها إلى قنوات صرف المياه القذرة، لتظل هي الأخرى متجولة بشكل عادي في مختلف الأروقة، وعلى أي والج إلى جناح اللحوم، أن «يشمر» على رجليه وعلى يديه، حتى لا يأخذ نصيبه من المياه القذرة، إلا أن ذلك لا ينفع فالأوساخ وراءك وراءك ما دامت دخلت إلى عمق هذا السوق.جناح الخضر المخصص «للزوالية»، يعتبر جناحا لتسويق كل الخضر، الصحية منها والفاسدة والمنتهية الصلاحية، على اعتبار أن هذه السلع، تضل على طول الليل والنهار عرضة للشمس والحرارة والغبار، فلا شيء يحميها من عوامل التعرية، اللهم إلا مجموعة من «الشكاير» يتم تغطية بها هذه الخضر بعد انفضاض التجار والمتسوقين. مع العلم أن هذا الجناح عبارة عن طاولات عرض تبقى في أماكنها على طول اليوم، لتتحول إلى مرتع لحيوانات الليل من قطط وكلاب وغيرها وفي الصباح تتحول إلى طاولات عرض الخضر الموجهة إلى الاستهلاك الآدمي واللهم أستر معدات الخلق. جناح»المرفهين»من سوق الخضر، جناح صحي وعرض الخضر يكون أمام محلات مخصصة، لكن تبقى الأسعار في غير متناول الجميع، لأنها «نار نار»، ويقصدها من هو في أحسن حال مالي، وتبقى نقطة الالتقاء في هذا السوق بين «الزوالية والمرفهين» هي جناح الفواكه والذي يعتبرا مقصدا للجميع والثابت في نهاية هذه الورقة أن سوق وسط مدينة عاصمة الولاية، سوق «طبقي» يبستم للبعض ويكشر أنيابه للكثير من «الزوالية» والمعدومين.