يعاني هذه الأيام الجزائريون من حرارة الطقس التي باتت لا تطاق، لكن هناك طائفة من الناس يعانون في صمت ويتعلق الأمر بسائقي شاحنات البضائع الخاصة بالمسافات الطويلة، خاصة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان الكريم التي شهدت ارتفاع درجة حرارة الطقس، الأمر الذي أدى ببعض السائقين إلى شرب الماء ولم يستطيعوا المقاومة وبسبب الحرائق في الغابات التي تشهدها هذه الأيام ولايات الوطن. هذا ما أكده لنا عمي (محمد حجاج) البالغ من العمر 60 سنة، أحد سائقين الشاحنات تابع لمؤسسة خاصة عندما اقتربت منه «البلاد» وقص لنا معاناة سائقي شاحنات نقل البضائع في المسافات الطويلة أمام ارتفاع الحرارة، خاصة في هذه الأيام من شهر رمضان الأمر الذي أدى ببعض السائقين إلى شرب الماء لعدم قدرتهم على مقاومة الحرارة. ويضيف «يا وليدي معاناة سائقي الشاحنات ليس في شهر رمضان، بل على مدار السنة وهم عرضة لمخاطر عديدة، غير أنه في شهر رمضان فإضافة إلى مخاطر الطريق تواجهك حرارة الطقس التي تؤدي ببعض السائقين إلى شرب الماء لعدم قدرتهم على مقاومة حرارة الطقس، خاصة أولئك الذين يملكون شاحنات قديمة وليس فيها مكيفات هوائية، فالقيادة فيها صعبة وصعبة جدا»، وسؤالنا إن شرب الماء أجابنا (عمي محمد حجاج) بحسرة «أنا شخصيا الحمد لله لم أشرب، لكن رأيت بعض السائقين يشربون الماء وأنا لا ألومهم لأنهم (يا حليل) الظروف كانت صعبة جدا خاصة في المناطق التي تشهد حرائق الغابات على مسافات طويلة والتي تصل إلى مئات الكيلومترات، كما أن الله عز وجل أعطاهم الرخصة عند سفر ويمكنهم أن يخلفوه بعد رمضان والله غفور رحيم». أما فيما يخص المعاناة التي تعترضهم في الطرقات فهي عديدة، منها الأعطاب في الشاحنات والتي قد تستغرق وقتا طويلا لتصليحها، خروج بعض الحيوانات في وسط الطريق، والنوم وهو العدو اللدود لسائقي الشاحنات خاصة في الليل أمام التعب ولهذا لا يسيرون بمفردهم وتكون معهم صحبة للتغلب على بعض الصعاب التي تواجهوهم. كما يلجأ الكثير من سائقي الشاحنات إلى تكوين موكب من شاحنتين إلى ثلاث شحنات بهدف مواجهة مخاطر مصاعب الطرقات.