يخشى قاطنو أحياء الصفصاف، الفخارين وسيدي حرب بمدينة عنابة من احتمال تعرضهم إلى الخطر، في ظل الانتشار المتزايد للبرك المائية العفنة المتكونة من تسرب مياه الصرف الصحي في الطريق ووسط العمران. أدت كثرة المياه المستعملة المتسربة إلى تشكيل برك من المياه الراكدة على طول الطريق المزدوج الرابط بين مدخل الصفصاف ومركز المدينة، متسببا في تعطيل الحركة عبر هذا الطريق تماما، وامتد أذاها على مسافة كبيرة منه. إلى درجة بات الوضع ينذر بخطر جدي على صحة الناس، خاصة في ظل كثرة التعفنات الناجمة عن الارتفاع الكبير في درجات الحرارة. كما يشهد محيط أحياء سيدي حرب الأربعة وحي الفخارين المشكل ذاته منذ مدة، بسبب كثرة وتكرر تسربات المياه القذرة في المكان، والتي بدت معها التدخلات الترقيعية الظرفية المتمثلة في عمليات امتصاصها بالصهاريج، أشبه ما تكون بالعبث غير المجدي، في عين المتضررين من المشكل، حيث أكد مواطنون ل"البلاد"، أن الوضع بات لا يطاق، بعد أن امتد أذى المياه القذرة إلى المساجد وعتبات المساكن، وفي ظل تلوث المحيط بسبب الروائح الكريهة والحشرات التي باتت تجد "مشاتل" لتكاثرها في هذه البرك المتعفنة، وفي أكوام القمامة التي تحاصرهم من كل جهة، وهو وضع غاية في السوء يشتركون فيه مع عديد الجيوب في حي البرتقال، حيث تكثر التسربات والأوساخ وتبرز أسوأ صور الحرمان وتدهور الإطار المعيشي والتخلف. ويخشى المتضررون من هذا الوضع، في كل هذه المناطق، والذين قال متحدثون منهم، إنهم يئسوا من الشكوى ومن سلبية المسؤولين في التعاطي بالجدية المطلوبة مع المشكل، أن تستمر هذه المعاناة طويلا، خاصة في هذا الحر الشديد، مع ما ينطوي عليه ذلك من أخطار جدية على سلامتهم الصحية، قد تعود بهم إلى صور الهلع والارتباك التي عاشوها عند اكتشاف بؤر لحمى المستنقعات في المنطقة قبل بضع سنوات.