عادت مجلة ''الجيش'' إلى ملف التجارب النووية التي أجراها الاستعمار الفرنسي بالجزائر، وقالت إن الجزائر بعد 74 سنة من الاستقلال ''تعاني من الآثار الناجمة عن التجارب واستخدام أسلحة الدمار الشامل على ترابها من طرف فرنسا، باعتبارها المسؤول الأول عن ماضيها الاستعماري''. وجاء في تعليق ل ''الجيش'' في عددها الأخير لشهر أوت، أنه ''لا يمكن تشويه الحقيقة التاريخية التي تعزّز بشهادات حيّة من فرنسا نفسها''. وعرضت ''الجيش'' إلى التجارب النووية الفرنسية، في سياق استحضارها ذكرى قنبلتي هيروشيما وناغازاكي، فوصفت ما حل بالمدينتين اليابانيتين بأنه ''أعمال وحشية''. وقالت ''الجيش'' إن الاستعمار ''تعامل بوحشية ودون تمييز ما بين السكان المدنيين، على أساس معايير الأصل، الدين والعرق، هذه العناصر الموضوعية التي تشكل دعامة المعاهدات الدولية المتعلقة أساسا بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية''. وذكّر التعليق بموقف الجزائر الداعي لحضر استخدام أسلحة الدمار الشامل، ''كونها عانت من ويلات هذه الأسلحة''. وأفرد لسان حال الجيش الوطني الشعبي، مساحة كبيرة لما وصفه ب ''تاريخ أكبر الجرائم التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية''، من خلال دراسة حملت عنوان ''جريمة تأبى النسيان''، واستعرضت فيها الجرائم الاستعمارية بالجزائر، التي نفذت بواسطة الأسلحة الكيماوية، ابتداء من حملات الغزو الأولى إلى غاية حرب التحرير، حيث تقول المجلة، إن فرنسا ''قصفت مدينة الجزائر عشية الاحتلال في شهر جويلية 1830، بطن من مسحوق كيماوي لدفعها إلى الاستسلام''. ومن المجازر التي ورد ذكرها في الدراسة، إبادة قبيلة بني صبيح وقتل أفرادها حرقا بالدخان والنار في العام 1844، وكذا استخدام قذائف معبأة بمادة الكلوفوروم ضد سكان الأغواط في العام 1852وركزت دراسة ''الجيش'' على البرنامج الفرنسي للتجارب الكيماوية والبيولوجية بالصحراء الجزائرية، واستخدامات هذه الأسلحة ضد الجزائريين، في عدة مناسبات، كضرب سكان مدينة البليدة الفارين نحو الجبال بالغازات السامة، وهذا في العام 1950، وفي 1957حشد سكان من مدينة يسر في براميل للخمر. ورشوا بغازات مسيلة للدموع فماتوا اختناقا، وقتل أكثر من مائة شخص من بينهم نساء وأطفال بمنطقة قسنطينة، بواسطة الغازات السامة في العام 1959وفي ذات السياق تطرقت الدراسة لاستخدام النابالم من قبل الاستعمار الفرنسي خلال حرب التحرير، فقالت إن هذا السلاح ''استخدم على نطاق واسع للإبادة الجماعية، مما أوقع آلاف الضحايا من قتلى ومحروقين، وحرق للغابات وإخلال بالتوازن البيئي''، مشيرة إلى أن الجنود الفرنسيين كانوا ''يفتخرون'' باستخدامهم النابالم ويقولون ''لقد فعلنا في الجزائر، نفس الشيء الذي فعله الأمريكيون بعدنا في فيتنام''. وخلصت المجلة في ختام عرضها جزء من الجرائم الاستعمارية إلى القول ''هذه بعض أمجاد الاستعمار الذي يدعي حمل رسالة التمدن والتحضر''.