تشكو الشواطئ والطرق المحاذية لها وكذا شوارع وأزقة البلديات المختلفة بتيبازة هذه الأيام من ظاهرة الانتشار العشوائي للقمامة التي زادت حدتها في الآونة الأخيرة بفعل الاستهلاك المنزلي المتزايد للمصطافين ولا يتوقف الأمر عند هذه الظاهرة في حد ذاتها وإنّما يمتد إلى الانتشار الرهيب للحشرات اللادغة والروائح الكريهة التي تنبعث من القمامة في أماكن شتى ولاسيما بزوايا الشواطئ والمسالك المؤدية إليها. ويمكن الوقوف على جزء من هذه الظاهرة غير الدخيلة على ولاية تيبازة بمختلف أرجاء شاطئ العقيد عباس بالدواودة الذي يتربع على عشرات الهكتارات وعلى مسافة تزيد عن 3 كلم وبمسالك أخرى تعتبر عند أهل السياحة والثقافة من بين الأماكن الأكثر جاذبية للسواح خلال موسم الاصطياف. وإذا كانت البلديات مطالبة بقوة القانون بتصريف ونقل مختلف الفضلات المنزلية إلى المفرغات العمومية مع التكفل بإعداد مواضع للتفريغ على مستوى مجمل الأحياء وأماكن الاصطياف، لاسيما وأنّها استفادت منذ سنة 2004من عدّة وسائل متحركة متخصصة في جمع وتصريف النفايات، فإنّ هذه الأخيرة تتّهم المواطن بكونه عديم الثقافة البيئية من خلال إقدامه على التخلي عن فضلاته المنزلية في مواقع غير رسمية وغير لائقة وفي أوقات غير مناسبة أيضا لتتراكم الأمور من جراء ذلك إلى أن تصل إلى درجة انفلات زمام التحكم من السلطة المحلية في ملف كان يفترض أن يكون ضمن أولويات السلطات. بالنظر إلى حساسيته المفرطة التي تفتك بقوة متناهية بالبيئة والصحة والتربية على حدّ سواء، إلا أن نظرة البلديات للأشياء بهذا المنظور تؤكّد على عدم قدرتها على التكفل بملف النفايات المنزلية وفق مقتضيات القانون المعمول به. فلا المشاريع الجوارية أفلحت في كبح جماح الظاهرة ولا البلديات سطّرت برامج محلية للبيئة ولا المواطن اكتسب قدرا وافرا من الثقافة البيئية تؤهله للمشاركة الفعالة في محاربة هذه الآفة التي تشمئّز منها الأعين وتقشعّر منها الأبدان من كثرة قذارتها وإزعاجها المفرط، بحيث عبر العديد من السواح الأجانب الذين قدموا إلى المنطقة عن امتعاضهم من ظاهرة انتشار القمامة بشكل عشوائي وهي الظاهرة التي اعتبروها مرضية ولا يمكن تقبّلها على الإطلاق باعتبار السياحة تقتضي جمال المنظر وسحر الطبيعة وتوفر المرافق الضرورية بحيث لا يمكن الجمع بين هذه العوامل دون ضمان بيئة نظيفة.