عبر العديد من الباعة المزاولين نشاطهم بمحاذاة البرج التركي، والذين يقدر عددهم ب 120 تاجرا مرخصا لهم من قبل بلدية برج الكيفان، عن قلقهم الشديد في حالة ما تم ترحيلهم إلى أماكن معزولة تخوفا من كساد تجارتهم. للوهلة الأولى تظن أنك بحي لبيوت قصديرية، لكن اتضح لنا أنها طاولات تبيع كل شيء من الخضر والفواكه إلى الأسماك والألبسة و كل شيء يخطر على البال. يوم عادي كسائر الأيام، الكل ينادي باسم سلعته والسوق يعرف نشاطا، و نحن نتجول فيه سمعنا أحدهم يقول لتاجر آخر إن سوق السمار قد أزيل وبومعطي في الطريق، والرجل بدا يتغير لون وجهه فتوقفنا عنده لسؤاله عن الحالة العامة في السوق، ولماذا كل من يمر يخبره بهدم الأسواق؟ فأجابنا عمي موح بائع الملابس النسائية «أنا لا أملك مصدر رزق آخر غير طاولتي التي توفر لي قوت أبنائي وأنا في السوق منذ إنشائه، كما أملك ترخيصا للبيع هنا لكني متخوف جدا، فالحكومة إن أرادت طردنا فلا حول لنا ولا قوة». تركناه في حالة هستيريا وانتقلنا إلى تاجر آخر بائع الخضر الذي عبر عن تخوفه من ترحيله إلى أسواق أخرى تكون في أماكن نائية وتقضي على رزق أبنائه. وهنا التحق بنا بعض التجار الذين أفادونا بأنهم كانوا يزاولون نشاطهم في وسط المدينة وكان دخلهم جيدا وبعدما رحلوا إلى هنا منذ 2008 مؤقتا أصبحوا يعانون الأمرين لاسترجاع زبائنهم والآن يريدون ترحيلهم من جديد، متسائلين عن المكان الذي سيذهبون إليه والذي يبقى مجهولا لحد الساعة فكل يوم يسمعون اسم مكان إلا أنه لا يوجد شيء رسمي والأرجح سوق ب«حي علي عمران» ببرج الكيفان. وأضاف بائع الأعشاب «كل أسبوع تأتي فرقة من البلدية لإحصائنا وآخرها منذ 3 أيام لكن لا جديد». خرجنا من السوق وتركنا تخوف الباعة، لنسأل السكان المجاورين للسوق فعبروا عن استيائهم لما آل إليه حيهم من فوضى ونفايات و ضجيج وقال احدهم «هذا المكان أثري من العهد العثماني ولو أننا في بلد عادي لكان مخصص لاستقطاب السياح لكن في بلد «العوج» وصل إلى هذه الوضعية المزرية وأحمل كل المسؤولية للبلدية التي بدلا من ترميمه وتصنيفه ضمن تراث بلدنا أتت بهؤلاء الباعة إلى هنا. وأضاف آخر «لا ألوم الباعة فهم يكسبون رزقهم ولو وفرت لهم السلطات مكانا آخر لذهبوا إليه».