أبدى سكان الحي في حديث مع "الجزائرالجديدة"، استيائهم وامتعاضهم الشديدين جراء المعاناة والألم الذي يتجرعون لوحدهم ويلاته ، من دون أن يكترث المسؤولين لحالهم البالية، وما زاد أوضاعهم سوءا سياسة اللامبالاة والإهمال التي تنتهجها السلطات المحلية ضدهم . ومن جملة المشاكل التي يواجهها سكان حي " بوفريزي" ببوزريعة، نجد في مقدمتها مشكل النفايات التي يغرق فيها الحي، زيادة على ذلك فطرقات الحي تشهد وضعا مزريا وحالة كارثية إلى جانب مشكلا آخر أرق قاطنو الحي وبات يشكل لهم مصدر إزعاج حقيقي، والمتمثل في نقص وسائل النقل والتي تعد من أولى واهم مطالبهم. وسائل النقل تكاد تكون منعدمة تناول السكان في أولى تصريحاتهم لل"الجزائرالجديدة"، مشكل نقص وسائل النقل الحضرية، وهو المشكل الذي تسبب لهم بالكثير من الإحراج والطرد سواء في أمكان العمل أو أماكن الدراسة، الوضع الذي أكدوا بشأنه انه أصبح ديكورا يلازم ويطيع حياتهم اليومية، كما انه يؤثر على مشوارهم المهني ومسيرتهم المدرسية، حيث أشار احد المواطنين في حديثه قائلا "..لقد تعبت من مشكل النقل، خصوصا واني صرت يخصم من راتبي كل شهر ..."، كما ان المنطقة تبعد عن العاصمة بعشر كيلوميترات، المسافة التي تجعل من أمر السير إلى مبتغاهم على الأقدام، أمرا مستحيلا. متوسطة غائبة والحل بتريولي حتى الأطفال المساكين لم يسلموا من ويلات التهاون والإهمال الذي عرف به كل من يتقلد زمام الأمور، فالحي لا تتواجد به متوسطة، والمتمدرسين يتكبدون عناء التنقل من مقر سكناهم إلى غاية تريولي من اجل مزاولة دروسهم والظفر بمقعد دراسي بالمتوسطة ، إلا أنهم وبصورة يومية يعترض طريقهم مشكل النقل ليضطروا للسير على الأقدام، فيصلوا منهكين القوى غير راغبين بالدراسة، وهو وضع من دون شك يؤثر على مستوى تحصيلاتهم العلمية. طرقات شبه مستحيلة أشار محدثونا في تصريحاتهم، إلى حجم المعاناة التي يتجرعونها والتي أكدوا بشأنها ليست وليدة اليوم وإنما تعود لعشرات السنين, مؤكدين أنهموهو لا يزالوا يعيشون في حي لا يتوفر على أدنى شروط الحياة الكريمة, موضحين ان طرقات الحي ولحد الساعم لم تعرف أي عمليات للتهيئة ، لتصبح مليئة بالمطبات والحفر تغمرها مياه الأمطار خلال فصل الشتاء، لتتحول إلى برك تتجمع بها المياه القذرة وأوحال طينية ، الوضع الذي جعل من تحركاتهم شبه مستحيلة بالفصل، أما بالصيف فتصبح عبارة عن أتربة وغبر متناثر ليستتب لهم بالإصابة بأمراض تنفسية على غرار مرضي الربو والحساسية. الحي يغرق في النفايات كما يغرق الحي برمته في النفايات المنزلية ، بسبب ضيق المسالك والحالة الكارثية التي تشهدها طرقاته ، الوضع الذي صعب الامر على شاحنات "نات كوم" فاستحال عليها دخول الحي ، حيث لا يزالوا يستعينون بالحمار في التخلص من النفايات والأوساخ ورميها أيضا بطرق عشوائية. وقال السكان على الرغم من أنهم يقطنون ببوفريزي, غير أنهم يشعرون وكأنهم يقطنون بولاية وليست ببلدية تابعة للعاصم . ويزداد الوضع مرارة خلال فصل الصيف مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.ويجد السكان أنفسهم في حيرة من أمرهم, على اعتبار أنهم عند توجههم إلى بلدية وادي قريش للمطالبة بأدنى حقوق العيش الكريم يتم إبلاغهم أن المشاكل التي تخص السكان تدخل ضمن مجال اختصاص بلدية بوزريعة, وعند توجههم إلى هذه الأخيرة يتم تحويلهم إلى وادي قريش. السلطات لا ترد من جهتنا حاولنا الاتصال بنائب رئيس بلدية بوزريعة ، للاستفسار عن مطالب السكان الملحة والتي لا تزال حبيسة أدراج مكاتبهم، إلا أن الأخير لم يرد على اتصالاتنا، لتبوء محاولاتنا بالفشل وأمام هذه المعطيات، تناشد العائلات القاطنة بحي بوفريزي المتواجد بإقليم بلدية بوزريعة بالعاصمة ، السلطات المعنية وعلى رأسها والي العاصمة لأجل القضاء على جملة المشاكل التي يعرفها حيهم والتي حولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق. أمال كاري