تضاربت آراء اختيار العطلة الصيفية للأسرة العاملة بين مؤيد و معارض لاختيارها في الشهر الكريم ، بعدما انقلبت الموازين و حدث وان تزامن حلول شهر الرحمة هذا العام في عزّ موسم الإصطياف أين يقبل الجزائريون على التنزه والاستجمام وذلك بعد قضائهم لاحدى عشرة شهرا في الجد والعمل ولان شهر رمضان المعظم هو شهر الخيرات والبركة والايمان والغفران فقد احتار الجزائريون في وقت اختيار عطلتهم السنوية فمنهم من فضل الاستمتاع بها قبل حلول فصل الصيام ومنهم من اجلها الى موعد تبرك هذا الشهر الكريم. "الجزائرالجديدة " جسّت نبض الشارع البليدي قبل يوم من حلول الشهر الكريم حيث فضّل ( ع ، ز ) أحد الإطارات بإحدى المديريات بالولاية قضاء عطلته في رمضان باعتباره فرصة للتضرّع لله مغتنما إجازته - يضيف محدثنا - في الصلاة والقيام والتصدق وتقديم المساعدات للمحتاجين وهو ما لا يجب ربطه الا في شهر رمضان ولكن الحسنة تتضاعف عشرات الحسنات في شهر رمضان. أما النّسوة فقد أجمعن على قضاء رمضان في بيوتهن لكي يتسنّى لهنّ التفرغ لشؤون المنزل و العبادة و هذا ما جاء على لسان إحدى السيدات التي فضلت قضاء عطلتها الصيفية في أحضان بيتها خلال شهر رمضان مضيفة بعدما جرّبت العمل العام المنصرم خلاله ، إلاّ أنها تعرضت للكثير من المشاكل ما أثر سلبا على صحتها وذلك بحكم مسكنها الكائن البليدة وعملها بمدينة الدويرة ، و تضيف السيدة مليكة أنها اصبحت مجبرة على النوم لاربع ساعات فقط تائهة في الساعات الاخرى بين التحضير لوجبات مائدة رمضان التي لايجب أن تكون ناقصة بسبب زوجها الذي يفرض عليها اطباقا معقدة التحضير – حسبها - في وقت لا يسمح لها بذلك وبين النهوض باكرا من اجل السحور والاستعداد للخروج والاتجاه الى عملها في وقت مبكر. ناهيك عن مشكل زحمة السيارات الذي ينغص عليها يومها تضيف محدثتنا. أما كمال فقد وضع جدول اعمال يومي خلال هذا الشهر يجمع فيه بين ما هو ديني وما هو دنياوي حيث فضل القيام بواجباته الدينية وهو في كامل راحته وتحرره من أي قيد للعمل بعدما اختار إجازته في شهر رمضان مغتنما في ذلك فرصة الليل للامتثال بين يدي الله عز وجل . فيما فضّل آخرون اغتنام الفرصة من اجل الاستمتاع والتنزه من خلال الذهاب الى شاطيء البحر والغابات او الحمامات حيث تقول الاخت ليلى ان عطلتها تعتبر شيء مقدس وحتمي بالنسبة لها و لزوجها. وبين مؤيد لفكرة العطلة خلال شهر رمضان وبين رافض لها يبقى شهر رمضان فرصة عظيمة يمنحها الخالق لخلقه عليهم باستغلالها احسن استغلال وعلى حد تعبير أحد العاملين ممن التقتهم الجزائرالجديدة أنه يفضل قضاء يومه في العمل قائلا :" من الذي يمنعني من الاستمتاع خلال شهر رمضان بل على العكس تماما استمتع بها بعد صلاة التراويح بالذهاب الى مرتفعات الشريعة ليلا أين تأخذك متعة المناظر الجميلة من الاضواء على طول الساحل العاصمي أو الى مناطق أخرى تزخر بها مدينة الورود والتي تزداد جمالا ليلا"