شنت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي هجوما جديدا ضد الثوار في غرب البلاد امس الأحد بعد أن أعلنت الحكومة مقتل أحد أبناء القذافي في غارة لحلف شمال الأطلسي "ناتو" في طرابلس.وقالت حركة شباب ليبيا المعارضة على شبكة الإنترنت إن القتال اندلع حول مدينة وازن بالقرب من الحدود التونسية بين قوات موالية للقذافي ومقاتلي المعارضة.وذكر شاهد عيان بالقرب من مدينة "الذهيبة " على الجانب التونسي من الحدود إن اشتباكات اندلعت في وقت سابق من امس الأحد. وأوضح بأنه لم يسمح له بالتحرك لأكثر من كيلومترين اثنين عن الحدود، لكن سكان محليين أكدوا اندلاع معارك مسلحة. وقال الشاهد إن عدد اللاجئين الفارين من ليبيا انخفض خلال اليومين الماضيين، وأوضح سكان محليون بأن هذا الأمر يرجع إلى المخاوف من قيام قوات القذافي بتعقبهم.وقالت حركة شباب ليبيا إن قوات الحكومة استهدفت مدينة الزنتان بصواريخ جراد وهاجمت مدينة "نالوت" جنوب غرب البلاد من البوابة الشمالية.وذكر موقع "برنيق" المعارض أن أتباع القذافي أضرموا النار في السفارة الأمريكيةبطرابلس.وذكرت وزارة الخارجية البريطانية أنها تحقق في التقارير التي تشير إلى أن مقر السفير البريطاني في طرابلس قد دمر. وقالت الخارجية إن "مثل هذه الأفعال في حال تأكدها، ستكون مؤسفة حيث أنه من الواجب على نظام القذافي حماية البعثات الدبلوماسية".وجددت قوات القذافي هجماتها على الثوار بعد أن أعلنت الحكومة الليبية مقتل سيف العرب النجل الأصغر للزعيم الليبي معمر القذافي في قصف لقوات الناتو على مجمع باب العزيزية في طرابلس في وقت متأخر من أمس السبت.وأوضح البيان أن ثلاثة من أحفاد القذافي قتلوا أيضا في القصف. وقال موسى إبراهيم المتحدث باسم حكومة القذافي في مؤتمر صحفي بطرابلس أن القذافي وزوجته كانا بالمنزل الذي تعرض للقصف لكنهما لم يتعرضا لأذى.وأكد حلف الناتو امس الأحد أنه قصف مبنى تابع للحكومة الليبية، لكنه نفى أن يكون استهدف أسرة القذافي.وقال الليفتنانت جنرال تشارلز بوشار، قائد عملية (الحامي المشترك ) في البيان "كل أهداف الناتو ذات طبيعة عسكرية ولها صلة واضحة بالهجمات المنهجية التي يشنها نظام القذافي على الشعب الليبي والمناطق المأهولة بالسكان.. نحن لا نستهدف الأفراد".وأكد بوشار "أنا على علم بتقارير إعلامية غير مؤكدة أفادت بأن بعض أفراد عائلة القذافي قد قتلوا". وشدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون امس الأحد على أن العمليات العسكرية التي يقودها الناتو في ليبيا "تتماشى" مع قرار الأممالمتحدة.وفي تصريحات بثتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ، رفض كاميرون التعليق مباشرة على أنباء مقتل نجل القذافي، واصفا إياها بأنها "تقرير غير مؤكد" ، لكنه أضاف أن "سياسة الاستهداف التي ينتهجها الناتو والائتلاف (الدولي) واضحة تماما".وفي ظل عدم ورود تأكيد من قبل الناتو للتقارير التي تحدثت عن مقتل سيف العرب، أعرب ممثلون للمعارضة داخل البلاد وخارجها عن تشككهم في الحادث، وقالوا إن القذافي ربما يسعى لكسب التعاطف بعد رفض دعوته لوقف إطلاق النار. من جانبها انتقدت روسيا بشدة الهجوم ووصفته بأنه يمثل "تدخلا صارخا" من قبل الناتو.وأوردت وكالة أنباء "انترفاكس" الروسية امس الأحد بيانا للخارجية الروسية قالت فيه إنها تتشكك في إعلان الحلف أنه لا يستهدف قتل القذافي.وقالت الخارجية الروسية إن قتل أفراد من عائلة القذافي يناقض بشكل واضح قرار مجلس الأمن رقم 1973 الذي "يسمح بشن هجمات فقط لحماية المدنيين".