الناتو يقصف الزنتان وتونس ترسل تعزيزات عسكرية إلى حدودها مع ليبيا شن أمس حلف شمال الأطلسي هجمات جوية على قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي قرب بلدة الزنتان التي يسيطر عليها المعارضون حسبما أكدته وكالة «رويترز» فيما قالت الولاياتالمتحدةالأمريكية أنها ليست مستعدة بعد للاعتراف بالمجلس الانتقالي كهيئة وحيدة ممثلة للشعب الليبي . وأكد متحدث باسم المتمردين هناك، أن «الناتو» هاجم صباح أمس قوات القذافي المرابطة شمالي الزنتان، حيث سقطت خمسة صواريخ في المنطقة، وهو ما أوقف حسبه قوات القذافي عن قصف الزنتان بعد تلك الهجمات الجوية، وكانت معلومات واردة من الحدود التونسية الليبية أشارت إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات التونسية وقوات القذافي في منطقة الذهيبة الحدودية، بالتزامن مع تجدد الاشتباكات بين كتائب العقيد والمتمردين على الحدود مع تونس. وقد أدانت تونس ما اعتبرته خرقاً لحرمة ترابها من جانب ليبيا، مشيرة إلى «تصعيد عسكري خطير»، إثر المواجهات بين المتمردين وقوات معمر القذافي في مركز الذهيبة الحدودي بين البلدين، وقالت وزارة الخارجية التونسية في بيان لها أمس أنها « تتابع ببالغ الانشغال» التصعيد العسكري الخطير في منطقة وازن القريبة من منفذ الذهيبة في الحدود بين البلدين. وأضافت أن «إطلاق النار في اتجاه التراب التونسي في منطقة آهلة بالسكان يشكل خرقاً لحرمة التراب التونسي ومساساً بأمن المواطنين»، وتابعت الخارجية التونسية أنه تبعا لخطورة الموقف، قامت بإبلاغ «انزعاجها الشديد واحتجاجها» إلى السلطات الليبية وطالبتها «باتخاذ الإجراءات الفورية لوضع حد لهذه الخروقات». وكان مركز الذهيبة الحدودي شهد منذ أسبوع، مواجهات بين المتمردين الليبيين وقوات القذافي بعدما سيطر المتمردون على الجانب الليبي منه في 21 أفريل، وبعد معارك استمرت أسبوعاً تمكّنت قوات القذافي من السيطرة على المركز بعد ظهر الخميس الماضي، قبل أن ينجح المتمردون بعد ساعات في استعادته، وتقع الذهيبة على بُعد نحو 200 كلم جنوب رأس جدير، التي تعد نقطة العبور الرئيسية بين ليبيا وتونس. من جهة أخرى، قال شاهد من رويترز إن قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي تصدت لمحاولة من معارضين لاستعادة موقع معبر على الحدود مع تونس أول أمس الخميس بعد طرد المعارضين في وقت سابق من المعبر. وقالت «رويترز»، إن المعارضين في الجبال يطلقون النار على المواقع الليبية، وأضاف أن القوات الموالية للقذافي مازالت تسيطر على الموقع الحدودي. السفير الأمريكي لدى ليبيا جين كريتز، صرح أن بلاده ترى في المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله المعارضون في بنغازي هيئة «تستحق الثقة والدعم،» ولكن الأمر لم يصل حسبه بعد إلى مرحلة الاعتراف بتلك الهيئة ممثلاً شرعياً ووحيداً لليبيا، وأضاف أن الوضع «معقد للغاية» على المستوى القانوني، وأن المكتب القانوني في وزارة الخارجية الأمريكية يدرس بشكل جدي كافة جوانب المسألة، وما قد يترتب في حال الاعتراف بالمجلس الانتقالي. وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني كان قد جدّد الإعلان عن نيته في زيارة مدينة بنغازي الخاضعة لسيطرة المتمردين في موعد وصفه ب»القريب» لافتتاح المقر الجديد للقنصلية الإيطالية في المدينة الواقعة شرقي ليبيا، وأكد أن مهمة قوات التحالف في ليبيا تحت مظلة حلف شمال الأطلسي «ناتو» لا تكمن في اغتيال العقيد معمر القذافي، بل حماية المدنيين من نيران قوات العقيد كما قال، ونفى انخراط القوات الأجنبية في معارك برية ضد قوات القذافي باعتبار أن القرار الأممي 1973 يستبعد ذلك .