وأوضح زياري، أمس، في كلمة ألقاها خلال أشغال "المنتدى التشاوري لرؤساء برلمانات دول مجموعة ال 20 " المنعقد بالعاصمة الكورية الجنوبية، سيول، أن تزايد عدم مساواة بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والدول الصاعدة وغالبية الدول في طريق النمو إضافة إلى انتشار ظاهرتي الفقر والأمراض وتفاقم أزمة الغذاء تشكل خطرا على الأمن والسلم الدوليين". وقال زياري بأن هذه المشاكل " تخاطب ضمائر المجتمعات الغنية وتلزمها مسؤولية سياسية واقتصادية ". كما أوضح رئيس المجلس الشعبي الوطني بأن "موضوع النمو والتنمية لتحقيق الازدهار المشترك له علاقة وطيدة بأبعاد الاقتصاد والأخلاق والأمن"، مشيرا إلى أن هذه العلاقة " باتت تضع الحكومات والمؤسسات المنتجة أمام مسؤوليات تحسيس الفاعلين الاقتصاديين العالميين كالمنظمة العالمية للتجارة وصندوق النقد الدولي وكذا المؤسسات الاقتصادية الإقليمية" وتدعوها إلى " التعجيل بإرساء نظرة شاملة وواسعة حول النشاط الاقتصادي والتطور ". علاوة عن ذلك تناول رئيس المجلس الشعبي الوطني العلاقات التي تجمع أوروبا بالمغرب العربي بحيث دعا دول الاتحاد الأوروبي إلى " بناء علاقاتها مع دول المغرب العربي بشكل أكثر جدية "، مؤكدا أن " عهد المساعدات المنتظمة والتكفل المالي قد انتهى وأثبت عدم فاعليته" مضيفا بأن " اتفاقيات الشراكة التي يغلب عليها الطابع التجاري ينبغي أن تتطور بسرعة نحو مقاربة اقتصادية شاملة ". ونبه في ذات السياق إلى أن اتفاقيات الشراكة المذكورة " لم تنتج تطورا اقتصاديا واجتماعيا بالنسبة لدول المغرب العربي في مستوى الإمكانيات البشرية والمادية والقدرات الاقتصادية التي تتمتع بها دول الاتحاد الأوروبي عكس التطورات الباهرة التي حققتها الدول الاشتراكية (سابقا) بفضل الإرادة السياسية لأوروبا الغربية بعد سقوط جدار برلين". ولدى تطرقه إلى التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها بعض دول الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط أكد زياري بأن الجزائر "تسعى إلى مواصلة وتعزيز مسارها الديمقراطي الذي بدأ منذ 20 سنة". وأبرز في هذا السياق بأن التضامن مع بلدان الجوار خصوصا المغرب وتونس قد "طبع دوما السياسة الاقتصادية الجزائرية رغم الصعوبات الظرفية والناجمة عن اختلاف التصور إزاء مشاكل مختلفة في المنطقة". وفي هذا الشأن استعرض زياري مبادرة الجزائر بمد وصل كهربائي مع شركائها المغاربيين وكذا تمريرها أنبوب غاز عبر التراب المغربي ليستفيد منه أشقاؤها قبل وصوله إلى السوق الأوروبية فضلا عن مشروع الطريق السيار شرق-غرب الذي سيربط الحدود التونسية بالحدود المغربية. وأكد رئيس المجلس الشعبي الوطني في ذات الصدد "عزم الجزائر على المضي من أجل "تحقيق هدف الاندماج الاقتصادي لدول المغرب العربي على اعتبار ان التطور الاقتصادي والاجتماعي والاستقرار السياسي في هذه الدول المجاورة - كما قال - ضروري ويتوافق مع مصالحها على المديين القريب والبعيد". على صعيد آخر تساءل زياري في كلمته عن "مغزى" الحماسة الني أبدتها بعض الدول للثورات الديمقراطية لدول الضفة الجنوبية (للبحر المتوسط) في الوقت الذي "لا تقوم بأي عمل ملموس من أجل مسعى شامل ومعالجة جذرية لمشاكل مثل الهجرة غير الشرعية والجرائم العابرة للحدود وكذا الإرهاب". ودعا في هذا الشأن الشركاء الأوروبيين إلى "إيجاد تفسيرات سياسية واقتصادية وأخلاقية لهذه الوضعية". كما اغتنم زياري الفرصة "للتنويه" بواقع العلاقات الاقتصادية التي تجمع الجزائر بكوريا مثنيا بشكل خاص على مردود ومساهمة هذا البلد في البرامج التنموية الجزائرية مؤكدا بأنها "شراكة متوازنة" تسعى لتحقيق النمو والتطور وتدعم الازدهار المشترك في البلدين. يذكر أن زياري كان قد تدخل أول أمس خلال جلسة المناقشة المخصصة لموضوع "الاستراتيجيات البرلمانية للتعاون من أجل الأمن الدولي ومحاربة الإرهاب" أكد من خلالها على ضرورة امتناع الدول عن دفع الفدية للجماعات الإرهابية وحاجتها إلى اعتماد تشريعات وطنية وإيجاد آليات دولية لبلوغ هذا الهدف. كما أبرز ضرورة أن يعكف المجتمع الدولي على بحث مشكلة تعقب الأسلحة المتداولة في بعض مناطق العالم في إطار مكافحة الإرهاب". م.ك