أعلنت الجزائر استعدادها لإقامة شراكة بعيد المدى مع الشركات الأوروبية التي تقف وراء مشروع "ديزيرتيك" لإنتاج الطاقة في الصحراء الكبرى والذي تبلغ تكلفته 400 مليار يورو.وذكر بيان صادر عن وزارة الطاقة نشر امس الجمعة أن الوزير يوسف يوسفي بحث مع الرئيس المدير العام لمشروع المبادرة الصناعية لانجاز محطات للطاقة الشمسية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط (ديزرتيك) بول فان صن، الذي يزور الجزائر حاليا، وأعرب له عن استعداد الجزائر لإقامة شراكة طويلة الأمد مع أصحاب المشروع. وقال بيان الوزارة إن يوسفي أكد استعداد الجزائر "للشروع في تعاون قائم على شراكة طويلة الأمد تتضمن بالضرورة تصنيع التجهيزات الصناعية في الجزائر وإنجاز المحطات الشمسية المستقبلية والتكوين (التدريب) والبحث والتطوير مع مراكز البحث والمخابر الجزائرية".وشدّد الوزير على ضرورة أن تتيح هذه الشراكة للجزائر "دخول الأسواق الخارجية من أجل تصدير الكهرباء". وكانت 12 شركة وبنك أوروبي معظمها ألمانية بالإضافة إلى شركة "سيفيتال" الجزائرية المملوكة للملياردير ورجل الأعمال يسعد ربراب، طرحت مبادرة إنجاز هذا المشروع بإشراف المؤسسة الألمانية "ديزيرتيك'' وتمّ إرساء المشروع من قبل نادي روما والهيئة المتوسطية للتعاون في الطاقات، وأطلق رسميا في جويلية 2009. ويتمثل المشروع في إقامة شبكة مترابطة يتم تزويدها من خلال محطات شمسية تمتد من المغرب إلى المملكة العربية السعودية، مرورا بالجزائر وتونس وليبيا.وتقوم هذه المحطات بتوليد وإنتاج الطاقة الشمسية وتصدير الجزء الأكبر منها عبر كابلات بحرية لنقل التيار الكهربائي باتجاه أوروبا.ويهدف مشروع ديزيرتيك إلى استغلال القدرات الطاقوية غير الأحفورية، لا سيما الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح لإنتاج الكهرباء وتوفير نسبة 15 إلى 20 بالمائة من حاجيات السوق الأوروبي من الكهرباء. واعتمد القائمون على المشروع على تقديرات تفيد بأن كل كيلومتر مربع من المناطق الصحراوية يتلقى سنويا طاقة شمسية تعادل 5.1 مليون برميل يوميا من النفط.وحسب أولى التقديرات فإن تغطية 0.3 بالمائة من 40 مليون كلم مربع من الصحراء بمحطات توليد الكهرباء يسمح بتغطية حاجيات الكرة الأرضية بتقديرات أصحاب المشروع لعام 2009، أي حوالي 18000 تيراوات سنويا، يضاف إليه إمكانية إنشاء مئات الآلاف من مناصب الشغل في المنطقة، حيث تقرر الاعتماد بصورة كلية على الخبرات المحلية.استنادا إلى تقديرات المركز الفضائي الألماني، فان شبكة بمثل هذا الحجم يمكنها قبل 2025 أن توفر أكثر من 50 بالمائة من حاجيات الطاقة الكهربائية للمنطقة ككل أي لأوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.