نظم مناضلون وإطارات من حركة التقويم والتأصيل لجبهة التحرير الوطني، صباح أمس، وقفة احتجاجية أمام المقر المركزي للحزب، بالعاصمة، بحضور أزيد من ألفي مشارك، حسب تقديرات قيادات الحركة، يتقدمهم كل من القيادي صالح قوجيل، عبد الكريم عبادة، محمد الصغير قارة، وزير الاتصال السابق عبد الرشيد بوكرزازة والمجاهد محمد بورايو، ومجموعة من أعضاء مجلس الأمة ونواب من المجلس الشعبي الوطني. وصرح القيادي في الحركة محمد الصغير قارة للصحافة قائلا: "لقد حضر أزيد من 2000 مناضل من إطارات الحزب من أربعين محافظة من مختلف الولايات منها: تبسة، بشار، ادرار، تيزي وزو، النعامة وغرداية ... وغيرها"، حيث ردد المشاركون في الوقفة الاحتجاجية شعارات ضد القيادة الحالية لجبهة التحرير الوطني وضد تسييره منها: "يا بلخادم لقد جف الضرع وانكسر الظهر"، "يا للعار لجنة المال والأعمال في الافلان"، "المؤتمر التاسع غير شرعي"، "لا لمصادرة إرادة المناضلين"، "لا للدخلاء في اللجنة المركزية"، وغيرها من الشعارات. وحسب قارة فإنه تم تقسيم المشاركين في الوقفة إلى ثلاث مجموعات حتى لا يتم غلق الطرق الرئيسية المجاورة لمقر الحزب. وقد منعت قوات الأمن المتظاهرين من الوصول إلى مقر الحزب خوفا من وقوع مشادات بين أعضاء الحركة وبين أشخاص كانوا داخل المقر، حيث أكد قارة أن "قيادات من الحزب لجأت إلى استئجار مجموعة من الشباب "بلطجية" يصل عددهم إلى 80 شخصا باتوا بالمقر، وزودوهم بالهراوات من اجل مواجهة المحتجين من حركة التقويم". وقرأ عضو المكتب السياسي سابقا، بن عيجة جلول، بيانا، في حدود الساعة الحادية عشر، جاء فيه أن الوقفة الاحتجاجية هي "تحت شعار ارجعوا الحزب لمناضليه يحتضنه الشعب بالعمل على توقيف منظومة القيم الفاسدة، التي ما فتئت تحظى برعاية خاصة داخل الحزب". وحسب ذات البيان، فإن حركة التقويم تحتج على مواصلة تغييب وإقصاء المناضلين وتهميشهم، ومن الاستمرار في وأد الممارسات الديمقراطية والشفافة، ومن "تمكين المال " الشكارة " والزبائنية والولاء للأشخاص من مفاصل هياكل الحزب على حساب قيمه ومناهجه ومبادئه وأهدافه"، ومن "السلوكيات والممارسات الانفرادية والتصريحات الارتجالية والمتناقضة التي أضرت بسمعة الحزب" يضيف البيان.
وفي الجزء الثاني من ذات الوثيقة، ذكرت الحركة "بتمسكها بمحتوى رسالة جبهة التحرير الوطني وما جاء في بيان العام الصادر في جانفي 2011، من اقتراحات لمعالجة الأزمة المتعددة الأوجه التي يتخبط فيها الحزب". واحتوى الجزء الثالث من البيان، على تحذير القيادة الحالية من "التمادي في رعاية منظومة القيم الفاسدة في الحزب"، ومن "التعنت في انتهاج أساليب التسيير الحالية من طرف بلخادم سيؤدي لا محالة لزعزعة وحدة الحزب". كما حذر البيان من أن تنعكس الصراعات على مردودية الحزب في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، ومن "بقاء الحزب على وضعه الحالي لن يؤهله إلى المساهمة الجادة والمنتظرة منه في الإصلاحات السياسية".