سي عفيف: كل واحد منهم طلب لنفسه العضوية في المكتب السياسي عرف محيط المقر المركزي للأفالان، أمس، حركة غير عادية، بسبب الانتشار المكثف لرجال الأمن لمنع قياديين ومناضلين في ''حركة التقويم والتأصيل'' التي يقودها صالح قوجيل، من الاعتصام تعبيرا عن ''انحراف'' القيادة الحالية بإشراف عبد العزيز بلخادم. حالت التعزيزات الأمنية دون التقاء كل الغاضبين في مكان واحد، مما أدى إلى انقسامهم إلى فريقين تجمّع كل واحد منهما على بعد حوالي 100 متر من المقر. وقاد الفريق الأول محمد الصغير قارة وزير السياحة. أما الثاني فترأسه صالح قوجيل وزير النقل الأسبق ومعه عبد الرشيد بوكرزازة وزير الاتصال السابق، وعبد الكريم عبادة. وذكر قارة لصحافيين تجمّعوا من حوله تحت الأمطار الغزيرة، أن عدد المشاركين في حركة الاحتجاج 1500 شخص يمثلون، حسب عبادة، 45 ولاية فيما قدَر صحافيون بالمكان عددهم ب300 شخص. وقد تقرر تنظيم الاعتصام في اجتماعات جهوية عقدت قبل أيام، حضرها مستاؤون من القيادة الحالية. واتهم قارة رئيس ديوان أمين عام الحزب عمار فريخة (والي تيبازة سابقا)، ب''تعبئة بلطجية'' لمنع المستائين من الاعتصام بالقرب من مبنى الأفالان. مشيرا إلى أن المحتجين ''ليس لديهم أية نية في اقتحام مقر الحزب، فقد حضرنا لنضع القيادة أمام مسؤولياتها حتى تظهر بأنها هي من ترفض الحوار وليس نحن''. وقال عبادة من جهته: ''لقد جئنا لنعبر سلميا عن معارضتنا لهذه القيادة التي انحرفت عن الخط الأصيل للحزب، ولنقرأ بيانا ثم نغادر المكان لكن فوجئنا بمقابلتنا بالعصي''. ورفع المحتجون شعارات معادية لبلخادم كتب عليها: ''يا للعار الشكارة دخلت للدار''، كناية على فساد مستشري في الحزب، حسب الغاضبين. وكتب عليها أيضا ''بلخادم هرب'' و''بلخادم إرحل''. وقد كان الأمين العام غائبا لحظة تنظيم الاحتجاج، إذ سافر إلى كوت ديفوار لتمثيل رئيس الجمهورية في مراسيم تنصيب الرئيس الحسن واتارا. وعبَر قوجيل عن ''خيبته'' لرؤية مناضلين من الحزب يمنعون من دخول مقره. وذكر ل''الخبر'' وهو يغادر حي حيدرة بعد قراءة بيان الحركة التقويمية: ''اليوم توصلت إلى هذه النتيجة: قيادة الأفالان لم يعد لها أي شرعية طالما أنها تمنع المناضلين من دخول مبنى حزبهم''. وعلى عكس قيادات ''التقويمية'' بدا بوكرزازة متحفظا إزاء التصريح للصحافة. وجاء في بيان الغاضبين قرأه أحد رؤوس حركة الاحتجاج، أن القيادة ''أقصت المناضلين وهمشتهم في عملية إعادة الهيكلة، بالتحايل والنصب عليهم''. وأن الأفالان يعاني من أزمات هوية وثقة وتسيير وتنظيم وتسيير، وأزمة تمثيل شعبي. وحذَر البيان من ''التمادي في رعاية منظومة القيم الفاسدة في الحزب''. وتنبأ المحتجون بنتائج كارثية للحزب في استحقاقات .2012 وفي الجهة الأخرى، التقى عبد الحميد سي عفيف عضو المكتب السياسي للأفالان صحافيين أمام مبنى الحزب، وانتقد رفاق قوجيل بقوله: ''إنهم مدعوون للحوار وقد وصلتهم دعوات في هذا الشأن، وإذا كانت لديهم أغلبية في اللجنة المركزية سوف يرحل الأمين العام ومعه المكتب السياسي''. وذكر سي عفيف نيابة عن القيادة، أن عبادة وقوجيل وقارة مرحب بهم، كفرادى، إذا أرادوا الحوار. وأضاف: ''هؤلاء ليس لديهم أدوات إقناع بجدوى مسعاهم، وهل يعقل أن نشتم بلخادم ثم نطلب منه الحوار؟''. وأوضح سي عفيف أن كل قيادي في حركة التقويم ''اتصل ببلخادم يطلب الصلح، فأجابهم بأن الحوار سيكون في اللجنة المركزية (تجتمع مطلع الشهر المقبل في دورة عادية). وكل واحد منهم طلب لنفسه العضوية بالمكتب السياسي أوتمكينه من الترشح للانتخابات التشريعية .''2012