ارتفع سعر خام برنت بفعل التوترات في الشرق الأوسط التي أبقت على حذر المستثمرين، ليغير اتجاهه النزولي الذي شهده في وقت سابق من التعاملات في استمرار لخسائر تكبدها في الجلسة السابقة، بعد أن قالت السعودية إنها ستستعيد إنتاجها بحلول نهاية سبتمبر. ونزلت الأسعار ستة بالمئة يوم الثلاثاء بعدما صرح وزير الطاقة السعودي بأن “المملكة استطاعت العودة بإمدادات الخام إلى مستويات ما قبل هجمات مطلع الأسبوع على منشأتين لها مما أدى إلى توقف خمسة بالمئة من الإنتاج العالمي للنفط”. ولكن الخسائر توقفت يوم الأربعاء بعد أن قالت الولاياتالمتحدة إنها “تعتقد أن الهجوم على منشأتي النفط السعوديتين انطلق من جنوب غرب إيران”. ونفت إيران تورطها في الهجوم. وصعدت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 41 سنتا أو 0.6 بالمئة إلى 64.61 دولار للبرميل يوم الأربعاء، بعدما هوت 6.5 بالمئة في الجلسة السابقة. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي سبعة سنتات أو ما يعادل 0.1 بالمئة إلى 59.41 دولار للبرميل بعدما خسرت 5.7 بالمئة يوم الثلاثاء. وقال وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان يوم الثلاثاء إن إنتاج النفط سيبلغ 9.89 مليون برميل يوميا في المتوسط في سبتمبر وفي أكتوبر، وإن أكبر بلد مُصدر للخام في العالم سيعمل على ضمان تزويد العملاء بإمدادات نفطية كاملة في الشهر الحالي. وأبلغت أرامكو عددا من المصافي الآسيوية أنها ستمدها بالكميات الكاملة لمخصصات أكتوبر تشرين الأول من النفط الخام ولكن مع بعض التغييرات. وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج يوم الأربعاء إن “المملكة لا زالت تدرس مواقع ثانوية لطرح أسهم شركة أرامكو النفطية العملاقة بعد الموقع الأولي في الرياض”. وقال الجدعان "لا نزال ندرس خيارات السوق الثانوية للمرحلة العالمية من الطرح العام الأولي” مضيفا أن “الحكومة ملتزمة بالصفقة”. وأضاف أن “تأثير الهجوم على منشأتي أرامكو سيكون محدودا على اقتصاد السعودية”. وتابع قائلا "السعودية تجاوزت مواقف أسوأ بكثير مما نراه حاليا. التوقف بالنسبة للاقتصاد والإيرادات يساوي صفرا”. ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية شبه الرسمية للأنباء عن وزير النفط بيجن زنغنه قوله يوم الأربعاء إن الهجمات على منشأتي نفط سعوديتين مطلع الأسبوع سيكون لها تأثير "قصير الأمد"، ولكنها ستؤثر على أسعار الخام. بالمقابل، قال كومرتس بنك يوم الأربعاء إن الاتجاه الصعودي لسعر النفط الناجم عن هجمات على منشأتين في السعودية ليس مستداما وخفض توقعاته للأسعار في عام 2020 مشيرا لتدهور العوامل الأساسية بما في ذلك تباطؤ نمو الطلب. وخفض البنك توقعاته لسعر خام برنت في العام المقبل بواقع خمسة دولارات إلى 60 دولارا للبرميل بينما أبقى على توقعاته لسعر الخام للعام الجاري دون تغيير عند 65 دولارا، كما خفض التوقعات لسعر خام غرب تكساس الوسيط إلى 57 دولارا من 62 دولار. وتوقع البنك ان يبلغ متوسط سعر الخام الأمريكي هذا العام 58 دولارا. وقفزت أسعار الخام 15 بالمئة تقريبا يوم الاثنين بعد الهجمات التي وقعت يوم السبت ولكنها تخلت عن مكاسبها.