يبدو أن العنف اللفظي الذي ظهر للأسف مؤخرا وسط الحراك، قد بدأ يتحول تدريجيا الى عنف جسدي ضد أنصار الانتخابات، عبر التهجم غير المبرر والعنيف أحيانا ضدهم، ومن المحتمل جدا، أن يتصاعد هذا الوضع السيء، مع انطلاقة الحملة الانتخابية، ونزول المرشحين وأنصارهم الى الشارع. ما حدث قبل ايام في عنابة، وما حدث بعدها في مدن أخرى كالبرج وتبسة، حين هاجم الرافضون للانتخابات تجمعات مؤيدة، وحدثت احتكاكات بين الطرفين رغم وجود قوات الأمن، يؤشر الى وضع خطير، يبدو أن الجيش أدرك مراميه وأبعاده، فوجه لوحداته والقوى الأمنية بحماية العملية الانتخابية، والوقوف في وجه كل تلك التهديدات والمخطر التي تطل برأسها. هذا يعني: أن تجار الفتنة والمحرضين، قد صعدوا من لهجتمهم ضد العملية الانتخابية، وانتقلوا من دائرة الدعوات المشبوهة للاضرابات والعصيان المدني وضرب المهاريس، الى العمل على منع الانتخابات بالقوة، بداية من غلق بعض البلديات، وصولا اليوم الى مهاجمة تجمعات المؤيدين، بما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن هذه الأطراف تتمنى حدوث الانزلاقات، وسقوط الدماء لكي تستثمر فيها بدعوة التدخل الأجنبي، بعد أن أفشل الجيش مخططاتهم تلك برفضه سقوط أي قطرة دم وقد وفى بوعده. كما يعني، أن دعاة السلمية المزيفة، بدأوا يكشرون عن أنيابهم الحقيقية، وهو دليل يأس كبير، وإفلاس واضح، ما يدفعهم الى طرح الورقة الأخيرة، وتطبيق نظرية “نلعب والا نفلط”، حتى وان ادى الأمر من اجل تحقيق مصالح محركيهم الى حرق الجزائر دحمان أحمد زكريا