أحدثت جنازة الفقيد الكبير القايد صالح، خلخلة هائلة في القناعات، لعل من أبرزها، خروج الفئة الصامتة، عن دورها الحيادي غير المبالي، والانضمام صراحة الى أبناء الشعب من الوطنيين المتلاحمين مع جيشهم. في حراك الجمعة ال45، والتي جاءت بعد يومين من جنازة مهيبة للقايد صالح، تغيرت معطيات كثيرة، لعل أبرزها سقوط ديكتاتورية الشارع التي كانت باسم الحراك محتكرة من طرف فئة بعينها، وقرار الملايين من الذين شاركوا في الحراك الأصيل في بداياته عدم الصمت مجددا، مع اعلان الموقف بوضوح أنهم مع خيارات الدولة الوطنية، في مواجهة مخططات العصابة وألاعيب الشراذم، والتي كشفت نفسها أكثر فأكثر هذا الأسبوع برفع صور عبان رمضان دون غيره من شهداء الجزائر، لذلك شاهدنا لأول مرة، تحولا في ميزان القوة، لصالح الحراك الأصيل، في مواجهة الحراك الدخيل المخترق. هذا يعني: أن القايد صالح الذي كشف العصابة واحبط مخططاتها حيا، قد أجهز على الذيول وهو ميت، لقد خرج الجزائريون في عديد الولايات مثل البرج وعنابة والجلفة ووهران وغيرها، للتأكيد أنهم مع الخيارات الوطنية التي ظل القايد صالح يدافع عنها، بينما وجد أعداء القايد صالح الذين ظلوا يتهمونه بالخيانة، أنفسهم عرايا أمام غضب الشعب. كما يعني أن بركات المجاهد القايد صالح ميت، لا تقل عن بركاته وقراراته وهو حي، الأمر الذي يؤكد أن الحراك بعد الجنازة المهيبة لن يكون كما كان قبلها، وأن الجزائر الأصيلة، التي بكت القايد صالح في كل مكان من أرض الجزائر الواسعة، ليست هي الجزائر الدخيلة التي نراها كل جمعة في البريد المركزي وساحة أودان.