رحبت الجزائر، بوقف إطلاق النار في ليبيا، كما دعت كافة المكونات الليبية إلى الالتزام به والعودة سريعا إلى مسار الحوار الوطني الشامل. وجاء في بيان لوزارة الخارجية اليوم: “ترحب الجزائر بوقف إطلاق النار في ليبيا وتدعو كافة المكونات الليبية ومختلف الأطراف إلى الالتزام به والعودة السريعة إلى مسار الحوار الوطني الشامل، من أجل التوصل إلى حل سياسي سلمي يراعي المصلحة العليا لليبيا وشعبها الشقيق”. كما ذكرت الجزائر في هذا الإطار، بموقفها “الثابت، الداعي إلى ضرورة تسوية سياسية سلمية عبر حوار ليبي-ليبي”، كما جددت دعوتها لجميع الأطراف ل”تغليب الحكمة و لغة الحوار من أجل إخراج هذا البلد الشقيق والجار من الأزمة التي يعاني منها والتي ما فتئت تهدد الاستقرار في دول الجوار وفي المنطقة برمتها.” كما أكدت الجزائر بأنها “ستواصل جهودها للوصول إلى حل سياسي سلمي يضمن وحدة الشعب الليبي وسيادته في كنف الأمن والاستقرار بعيدا عن أي تدخل أجنبي، الذي لم يزد الوضع إلا تأزما بالإضافة إلى تعقيده لفرص التسوية عن طريق الحوار”. وأعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، عن وقف إطلاق النار استجابةً لدعوة الرئيسين الروسي والتركي، حسبما أفاد به بيان للمجلس الرئاسي أمس الأحد. وجاء في البيان أنه، “استجابة لدعوة لرئيس الجمهورية التركية ورئيس الجمهورية الروسية، يعلن رئيس المجلس الرئاسي وقف إطلاق النار الذي ابتدأ من منتصف الليل بتاريخ 12 يناير”. كما أكد المجلس في بيانه على أربعة نقاط، تشكل خطوات يعتزم الأخذ بها لنجاح وقف إطلاق النار وهي: “الشروع فورا في إرسال اللجان العسكرية مقترحة من الطرفين لإعداد الإجراءات الكفيلة لوقف إطلاق النار تحت رعاية وإشراف الأممالمتحدة، دعم حكومة الوفاق للمسار السياسي عبر مؤتمر برلين من خلال مؤتمر وطني ليبي يضم جميع الأطراف والتوجهات السياسية، دعوة حكومة الوفاق لجميع الدول المعنية بالملف الليبي إلى دعم الحل السلمي ايجابيا وفق الاتفاق السياسي الليبي وقرارات مجلس الأمن بالخصوص، والحق المشروع في الدفاع عن النفس بالرد على أي هجوم قد يحدث من الطرف الآخر”. ودخل وقف إطلاق النار في ليبيا حيز التنفيذ، بفضل جهود دبلوماسية مكثفة لعبت فيها الجزائر دورا محوريا من خلال استضافتها لوفود عدة بلدان فاعلة في الملف الليبي، كان آخرها وزير الشؤون الخارجية الكونغولي جون كلود غاكوسو، الذي تترأس بلاده اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي حول ليبيا. وكثفت الجزائر مبادراتها الدبلوماسية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا، وحرصا منها على البقاء على “مسافة واحدة” من أطراف النزاع في ليبيا، فقد دعت إلى “العودة السريعة إلى طاولة المفاوضات” مع التأكيد على رفض أي تدخل أجنبي في شؤون البلد الجار. فخلال استقباله رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، جدد الرئيس تبون، التأكيد على “تمسك الجزائر بالنأي بالمنطقة عن أي تدخلات أجنبية”، كما دعت الجزائر المجموعة الدولية وخاصة مجلس الأمن الدولي إلى “تحمل مسؤولياتهم” و”فرض وقف لإطلاق النار”. وأعقبت نداء الجزائر لوقف اطلاق النار في ليبيا دعوة كل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين من اسطنبول الى وقف الاقتتال الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليلة 12 يناير الجاري بليبيا.