تم أمس الأحد عرض الفيلم القصير “إنسان” بعنوانه الإنجليزي “هيومن” للمخرج عصام تعشيت من باتنة، في إطار برنامج العروض المتنوعة التي تقترحها مجموعة “إيسماس” الخاصة بالمعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، بمنصة “فيسبوك”. زينة.ب ويعالج الفيلم القصير “إنسان” بالإنجليزية “هيومن”، الذي أنتج في 2017 من قبل شركة “توبنا للإنتاج”، موضوع الاندماج الإجتماعي للأطفال الذين يعانون من متلازمة “التثلث الصبغي 21″، من خلال قصة تريزومي “منغولي” الذي يذهب في أحد الأيام للعب مع بعض الأطفال الطبيعيين لكن أحد الأطفال يرفضه بحجة أنه لا يشبههم ويدفعه ليسقط وينعته بكلمة “مونغول” ليتخيل نفسه في عالم التريزوميك وليرى نفسه في كل مرة في مكان في السينما مع صديقته يشاهدون فيلم لتريزوميك ومرة أخرى هو في المسرح وبلباس المهرجان هو وصديقه وفي الجبل مع أحد أصدقائه وكأنه نجم هوليود وأمام الصحافة تريزوميك حتى يستفيق ليجد نفسه في الملعب ويرى الأولاد الطبيعين قادمين إليه وفي لحظات قصيرة حتى نرى يد الطفل الطبيعي تمد وتأخذ بيد التريزوميك وتوقفه. وفي الأخير نرى التريزوميك يرمى ركلة جزاء عليه ويحرزها. وحظي فيلم “إنسان” بسلسلة من التتويجات فاقت العشرين، حيث فاز بالجائزة الثانية في ختام الدورة الخامسة للمهرجان الدولي لسينما الأطفال التي أقيمت من 26 إلى 29 أفريل 2017 بمدينة دار البيضاء المغربية، وكذا تتويجه بجائزة أحسن فيلم قصير في ختام مهرجان “أوبورن” الدولي لسينما الأطفال سيدني 2017 بأستراليا أمام 6 أفلام أمريكية و4 أفلام كندية و4 أفلام روسية و4 أفلام كرواتية وفلمين من الصين وفيلمين ألمانيين وفيلم إيطالي وآخر أسترالي، كما سبق له وأن شارك في العديد من المهرجانات العربية، حيث توّج أكتوبر 2017 بجائزة أحسن إخراج في ختام المهرجان الدولي السينمائي أوسكار إيجيبت بالقاهرة، وآخر طبعة من مهرجان وهران للفيلم العربي لوهران حيث تحصل على الجائزة التشجيعية في قسم “بانوراما الفيلم القصير”. وقد شارك الفيلم القصير “إنسان” أيضا في الدورة الثانية لمهرجان القدس السنمائي الدولي التي تم تنظيمها من 29 نوفمبر إلى 2 ديسمبر 2017، بالإضافة إلى توقيع حضوره في المنافسة الرسمية للمشاركة في الدورة السابعة لمهرجان كام السينمائي الدولي بالقاهرة الذي نُظم في الفترة من 15 إلى 20 ديسمبر 2017. بالإضافة إلى تتويجه بالجائزة الكبرى بوهران خلال فعاليات الطبعة الأولى لمهرجان السمعي البصري لوهران السينمائي جانفي 2018، وفوزه من جديد جاء كتكريس جديد وإضافي وكذا تحفيزي لهذا العمل الفني. كما تم اختياره للمشاركة في المهرجان الدولي 12 شهر أفلام برومانيا، وكذا حصوله على الجائزة الكبرى بمهرجان مكناس الدولي لسينما الشباب المنظم من طرف جمعية نادي السينما والتوثيق والإعلام فيفري 2018، وكذلك فوزه بجائزة أحسن فيلم قصير في ختام الأيام الوطنية لسينما توات بأدرار في أفريل 2018، وكذا أحسن فيلم قصير بمدينة ليون الفرنسية بمهرجان الدولي السينمائي لأفلام الفئات الخاصة فيفري 2019، وكذا حصوله على الجائزة الفضية بمهرجان جرش الأول بالأردن لأحسن فيلم قصير مناصفة مع الفيلم المغربي “آسيا”. عصام تعشيها مخرج شاب بدأ سريعا وبشكل احترافي بفيلمه القصير “هانڨاروث نوسبسي” (بأمازيغية الأوراس) أو “نهاية سيجارة”، حيث جاب سنة 2016 مختلف الأيام السينمائية الوطنية، وأخذ المرتبة الأولى في الكثير منها، وأقصي في أخرى لأنه اعتُبر خادشا للحياء. ويصوّر هذا الفيلم القصير في 7 دقائق قصة حب بين سيجارتين تلتقيان فوق طاولة، تبدأ السيجارة التي ترمز للرجل في استمالة السيجارة المرأة، فيكون كل منهما في منفضة لوحده، فتقترب السيجارة الرجل من السيجارة المرأة وتحاول الحديث إليها، في البداية تقابلها في نفس بعدها تأتي إلى جانبها، وبعد لقاءات كثيرة بين السيجارتين يظهر سيجار كبير في منفضة لوحده، يراقب من بعيد السيجارة المرأة ويفكر في استمالتها، في البداية لا تنتبه له المرأة لكنه يكون وقحا ويقترب منهما، ويقترب منها حتى تخضع وتذهب إلى جانبه، هنا السيجارة الرجل يبتعد ببطئ وحزن ويذبل شيئا فشيئا، في حين ينفرد السيجار بالسيجارة المرأة، وأول ما يقوم به التقرب منها وإخماد شعلته. هذا الفيلم الذي أبرز احترافية المخرج منذ البداية واستمراره في النجاح بكل عزم، خاصة بالاعتماد على أفكاره الخاصة واستعمال خياله الخاص. المخرج عصام تعشيت بعد البثّ وبعد بثّ الفيلم، تواصل المنتج عصام تعشيت مباشرة مع المشاهدين عبر صفحة المعهد، حيث قال أن فكرة الفيلم كانت من قبله لكنه طورها من خلال ورشة سيناريو مع مختصين من الفريق المهني والتقني للعمل، مضيفا أنه لاقى صعوبة في البداية في التعامل مع شريحة متلازمة داون فقد توجه إلى مركز خاص لهذه الفئة بمنطقته بباتنة، وهناك اختار الأطفال الذين لديهم ميولات فنية على غرار. المسرح والرسم بالمركز، وكان عددهم 15 بالإضافة إلى 4 أطفال غير مرضى، لكن -يؤكد- أنه بعد يومين استطاع التحكم بهم خاصة وأنهم أذكياء جدًا ويعرفون ما يجب عليهم القيام به. وبشأن الدعم والتمويل، أكد عصام تعشيت أن العمل ممول من ماله الخاص، واستعماله لشركة إنتاج يتعلق بأمور إدارية، مشيرًا إلى أن الفيلم لاقى نجاحًا كبيرًا وحصل على 24 جائزة دولية. وعن توجهه للإخراج السينمائي بينما هو ممثل مسرحي، صرح تعشيت أنه لم يوفق في الإخراج المسرحي بعد تجربتين بينتا له أنه لا يقدر على هذا العمل، بينما توجهه للإخراج السينمائي نابع من حبه وهوايته منذ زمن التي طورها ومازال يفعل. من جانب آخر ذكر المخرج ذاته أنه بصدد العمل على سيناريو فيلم منذ سنتين، وقد قام بتطويره بعد فوزه بالدخول إلى ورشة كتابه تكوينية بمراكش بالمغرب مع منظمة عالمية، حيث تم اختياره إلى جانب آخرين من شمال إفريقيا.