اعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني، سليمان شنين، الدورة التشريعية لسنة 2017 – 2020، التي اسدل الستار عنها امس، بالمميزة من كل الجوانب، بالنظر الى السياق الدولي الخاص والذي عرف احداثا غير متوقعة، مما فرض علينا الزامية التكيف وتحمل المسؤولية رغم صعوبتها . قال رئيس الغرفة السفلى للبرلمان في خطاب بمناسبة اختتام الدورة التشريعية 2017 – 2020 للبرلمان بغرفتيه ،بحضور الوزير الاول وطاقم حكومته ، ان الجزائر عاشت ايام مباركة احتفل خلالها شعبنا بالذكرى 58 لعيد الاستقلال والشباب والذي كان مميزا هذه السنة بكل المقاييس، حيث استرجعت بلادنا رفات شهداء المقاومة الشعبية ، وكانت الفرحة عارمة والحدث تاريخي بعودتهم الى ارض الوطن ودفنهم في تراب ارض حلموا بتحريرها. وذكر ان استعادة رفات شهداء المقاومة تعتبر رسالة متجددة الى كل اصحاب الحقوق، مفادها ان لا يضيع حق وراءه مطالب، وان المقاومة ليست مرتبطة بحقبة من الزمن ، بل هي ثقافة متوارثة جيل بعد جيل، يتغير مفهومها وفق خصائص المرحلة الزمنية. واضاف شنين "نحن اليوم ماضون في مشروع بناء الجمهورية الجديدة وما يقشضضضضتضيه ذلك من مقاومة للفساد والاستبداد والرؤية الاحادية وتكريس ثقافة المشاركة والحوار والتعاون والتأخي، مقاومة الانانية والاحادية والتبعية والاستمرار في تجسيد وتثبيت مسار الاستماتة في السيادة الوطنية والاستقلال سياسيا واقتصاديا وثقافيا ودبلوماسيا". وتابع :"هذا التوجه لم ولن يرضي اللوبي الاستعماري واذياله المستمر في مواقفه المخزية والمتطاولة على الاحرار احفاد المجاهدين الشرفاء والمتعارضة مع كل قيم الانسانية ، وهي التي تزيد شعبنا اصرارا على مسار المطالبة بكل ما يمكنه ان يريح شهدائنا في جنة الخلد وينصف ذاكرتنا التاريخية بفضل الله اولا وجهود الوطنيين المخلصين في بلادنا" . وقال "لقد واكبنا في هذه الدورة حراك شعبنا المبارك ومطالبه المشروعة في ضرورة تحقيق دولة القانون والحرية والعدالة والتغيير، دولة المؤسسات والسيادة الشعبية، فرغم كل الضغوطات تمكنت بلادنا من تنظيم انتخابات رئاسية تعد محطة مهمة وجوهرية افرت رئيسا منتخب شعبيا وفق منظومة قانونية جديدة كانت مطلبا لقوى المعارضة لفترة زمنية طويلة" مضيفا أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ابدى ارادة ورغبة سياسية واضحة في التكفل بكل الانشغالات الوطنية دون اي موازنات الا خدمة الشعب والاستقرار الوطني". وثمن شنين ما قام به ولا يزال الجيش الوطني الشعبي وقيادته من جهد وتضحية والتزام وحرص على ذماء الجزائريين والتمسك بالحلول الدستورية دون سواها، وذكر ان الوضع الاستثنائي والدقيق المترتب عن جائحة كورونا واكبته هذه الدورة التشريعية لم يثنينا ولم يصرف عزائمنا عن انجاز اعمالا واشغالا مكثفة ، بالرغم من مستلزمات تقليص النشاطات الجماعية تطبيقا لإجراءات مكافحة جائحة كورونا". وعلى صعيد التشريع ناقش المجلس الشعبي الوطني 18 مشروع قانون خلال الدورة المذكورة، من اهمها القانون العضوي المتعلق بالسلطة الوطنية للانتخابات وقانون الانتخابات وكذا اعتماد 8 ماي يوما وطنيا للذاكرة، ناهيك عن مناقشة مخطط عمل الحكومة الذي عرف تسجيل 271 تدخلا للنواب، اما نشاط المجلس في جلساته العامة فقد عقد 50جلسة، 31 لمناقشة مشاريع القوانين والتصويت عليها، و8 جلسات لمناقشة مخطط عمل الحكومة و 6 اخرى لطرح الاسئلة الشفوية ، كما تم لأول مرة في تاريخ البرلمان حسب شنين تخصيص جلستين للفصل في طلبات نزع الحصانة البرلمانية عن نواب. وجدد رئيس المجلس الشعبي الوطني تمسك الجزائر بموقفها بشان النزاع الليبي، الذي لن يكون حله الا سياسيا ورفض اي تدخل اجنبي في النزاع مع ضرورة الاسراع في اعتماد حوار سياسي.