كشفت مصادر قيادية في حزب جبهة التحرير الوطني أن الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم، وجه تعليمات صارمة لأعضاء المكتب السياسي وأعضاء اللجنة المركزية المشرفين على إعادة الهيكلة في الولايات، للانتهاء من العملية قبل شهر أكتوبر، وإيفاده بتقارير عن العملية فور حدوثها. يأتي ذلك في وقت تزداد فيه قواعد الحزب غليانا، في الولايات بسبب الصراع القائم مع الحركة التقويمية، وقد اعترف عضو المكتب السياسي، قاسة عيسى بأن المشرفين على العملية يتحملون مسؤولية إخفاقاتهم، وليس الأمين العام من يتحملها، وذلك في سعي إلى إبطال الاتهامات التي كيلت لعبد العزيز بلخادم والقائلة بأنه يجري إقصاءات بالجملة في حق مناضليه. وقبيل انعقاد دورة اللجنة المركزية الطارئة، يومي 30 و31 جويلية الجاري، تسعى القيادة إلى إتمام إعادة الهيكلة، حتى يجد بلخادم نفسه في وضع مريح وهو يجابه الانتقادات التي وجهتها له الحركة التقويمية، غير أن القيادة تواجه تضاعفا في المشاكل التنظيمية يوما بعد يوم، فقد أعلن أكثر من 50 مناضلا في حزب جبهة التحرير الوطني بولاية سوق أهراس استقالتهم من الحزب على خلفية ما وصفوه ب " دخول الانتهازيين والوصوليين إلى الحزب " ، فيما وقع المستقيلون عريضة اتهموا فيها قيادة الحزب بتزكية خروقات عديدة للقانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب وفبركة الجمعيات العامة للقسمات وتنصيب هياكل في غياب المناضلين وتحويل الحزب إلى بيت لأصحاب التجوال السياسي وتمكين رجال المال من الاستيلاء على الحزب . وورد في عريضة، اتهام الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم بتشجيع الدخلاء والانتهازيين والوصوليين للسيطرة على هياكل الحزب ، وعدم احترام أدبيات الحزب وتقاليده التي ترسخت على مر سنوات النضال السياسي . من جهة أخرى، ندد مناضلو الحزب بولاية برج بوعريريج بالطريقة التي تم بها تنصيب المحافظ الولائي للحزب ، ووصفوها " بفبركة تتيح الفرصة لرجال المال للاستيلاء على هياكل الحزب ، وفتحه أمام الدخلاء والانتهازيين والمرشحين في قوائم انتخابية لأحزاب سياسية أخرى "، وجددوا في بيان لهم تمسكهم بمطالب الحركة التقويمية وبتطهير هياكل الحزب من غير المناضلين . وتعرف معظم ولايات القطر الوطني، إختلالات بسبب تصدع القواعد النضالية بها، بينما يشتد التصادم في كل من عين الدفلى وقسنطينة والبيض ووهران ،التي أظهرت إنقاسامات بالجملة لمناضليها بينما شكلت الأحداث التي حصلت في ولاية تبسة خلال الأسبوع الماضي، الحدث البارز في صراع الإخوة الأعداء، وكان الأمين العام لجبهة، أجرى اتصالات مع المنسق العام للحركة التقويمية صالح قوجيل ، في محاولة لإصلاح الأمور قبل موعد الاستحقاقات المقبلة، حيث تقر القيادة بأن استمرار هذا الصراع سيكون له اثر سلبي على نتائج الحزب وتستثمر فيه أحزاب أخرى لتعزيزمواقعها الانتخابية. م.ك