اقتحم وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقادوم، قلاع المخزن في القارة السمراء، في الجولة التي يقوم بها إلى عدد من الدول الإفريقية المعروفة بقربها من المغرب ودفاعها عن الطرح المغربي بخصوص قضية الصحراء الغربية. وزار بوقادوم دولة غينيا كوناكري، والتقى خلالها مع رئيسها ألفا كوندي، وهي الزيارة التي جاءت في إطار جولة أفريقية شملت بعض البلدان في وسط وغرب إفريقيا، شملت أيضا، كل من غينيا وسيراليون والكاميرون. واتفق بوقادوم مع الرئيس الغيني على "ضرورة إعطاء ديناميكية جديدة، وإحياء العمق التاريخي للعلاقات الثنائية، وكذا مضاعفة الجهود لترقية حلول سلمية افريقية للأزمات التي تعاني منها القارة الإفريقية على مختلف الأصعدة". وتعتبر غينيا كوناكري من الدول التي لعب رئيسها ألفا كوندي إبان رئاسته للاتحاد الأفريقي، دورا بارزا في عودة المغرب إلى مقعده داخل الاتحاد الإفريقي، كما كانت من الدول السباقة لفتح تمثيلية دبلوماسية بالأراضي الصحراوية المحتلة. وتأتي جولة بوقادوم الإفريقية بعد أيام من إصدار مجلس السلم والأمن في إفريقيا، بيانا، يدعو فيه كل من المغرب والحكومة الصحراوية إلى الحوار لإنهاء احتلال المغرب للصحراء الغربية، عبر تمكينه من تقرير مصيره، وفق مقررات هيئة الأممالمتحدة، وهو البيان الذي وصفته الجزائر ب"المهم جدا والمكسب الذي يؤسس لاستتباب الأمن والاستقرار في شمال إفريقيا"، على لسان وزير خارجيتها. وعلق وزير الخارجية على رفض المغرب التعاطي مع بيان مجلس السلم والأمن في إفريقيا، ونبه المخزن إلى أن "القرار الأخير تم اعتماده بإجماع كافة الدول الأعضاء و لم يسجل تحفظ أي دولة مشاركة"، وذلك ردا على تأكيد وزير خارجية المخزن، ناصر بوريطة، أن المغرب غير معني وغير مهتم بالبلاغ الذي صدر عقب اجتماع مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، المنعقد في 9 مارس الجاري، حول قضية الصحراء الغربية. وكان المغرب صدم بقرار مجلس السلم والأمن الذي يتعارض وطرحه بخصوص قضية الصحراء، والذي جاء في ظرف عرفت فيه الدبلوماسية المغربية انتكاسات كبيرة، بدأت بخسارة عراب التطبيع مع الكيان الصهيوني، الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الانتخابات الرئاسية، وانقطاع التيار بين المغرب وزعيمة الاتحاد الأوروبي، ألمانيا، التي رفضت بشكل قاطع اعتراف ترامب بالسيادة المزعومة للمغرب على الأراضي الصحراوية المحتلة.