تتجه الجزائر لخوض معركة الأمن الصحي اثر إعلان مسؤولين في القطاع الصيدلاني عن قرب بدء الإنتاج بالمركب الجديد لإنتاج اللقاحات المضادة لفيروس كورونا الذي سيدخل مرحلة التشغيل الفعلي مع حلول سبتمبر القادم. وينتظر أن يسمح هذا المشروع الجديد ، التابع لمجمع " صيدال" العمومي و الكائن مقره بولاية قسنطينة، بانجاز عمليات ملء العبوات الخاصة بلقاحات كوفيد-19 كمرحلة أولى و هو ما يسمح بتوفير 5 دولارات في تكلفة كل لقاح حسب معلومات قدمها بشير علواش مدير الضبط و النشاطات الصيدلانية على مستوى الوزارة الوصية. وعلى هذا الأساس فانه لو قامت الجزائر فرضا باستعمال 50 مليون جرعة من لقاحات كورونا، على مدى الأشهر القليلة المقبلة ، فان ذلك سيوفر حوالي 250 مليون دولار للبلاد حسب المعلومات التي قدمها دائما ذات المسؤول في القطاع الصيدلاني. وينتظر ان يقوم هذا المركب الجديد بإنتاج نوعين من القاحات هما " سبوتنيك في" الروسي و كذا لقاح " سينوفاك" الصيني، حيث سبق و أن اجرى مسؤولون وخبراء جزائريون محادثات بهذا الشأن مع ممثلي البلدين كللت بالنجاح مما يسمح ببدء الإنتاج مع حلول شهر سبتمبر المقبل. ويندرج هذا المشروع أيضا ضمن سيعي الجزائر إلى ربح معركة " الأمن الصحي" التي أفرزتها تداعيات فيروس كورونا المستجد ليس فقط على الجزائر و لكن في العالم اجمع. ومؤخرا ظهر الفشل الذريع على عمل منظمة " كوفاكس" المشكلة من عدة دول و التي كان يفترض فيها ضمان توزيع عادل للقاحات حول العالم و هو الأمر الذي لم يحدث إطلاقا حيث أصبحت حملات التلقيح تسير بوتيرتين مختلفتين إحداهما سريعة في الدول المتقدمة و الأخرى جد بطيئة في الدول النامية و لا سيما في القارة الإفريقية. وحتى وإن كانت بداية الإنتاج على مستوى هذا الوحدة الانتاجية الجديدة ستكون من خلال ملء عبوات اللقاح فان مسؤولي القطاع الصيدلاني يأملون الانطلاق في المستقبل إلى مرحلة أخرى تشمل سلسلة إنتاج متكامل و هو ما يتم العمل عليه منذ الآن لا سيما من خلال إرساء شراكة بين جامعة هواري بومدين في باب الزار بالعاصمة وكذا مجمعي " صيدال" العمومي و " بيوفارم" الخاص من اجل فتح تكوين في مستوى "ماستر" في العلوم الصيدلانية بدءا من الدخول الجامعي المقبل،حيث سيتم فتح 24 منصبا بيداغوجيا في هذا الإطار . و يأمل مسؤولو القطاع الصيدلاني في الجزائر الوصول إلى كفاية حقيقية في مجال إنتاج اللقاحات و الأدوية المبتكرة من خلال هذا البرنامج التكويني الهام لا سيما و أن إنتاج اللقاحات يحتاج إلى مخابر عالية التكنولوجيا و السلامة خاصة فيما يتعلق بزرع الفيروسات التي تستعمل، بعد إضعافها ومعالجتها، في إنتاج اللقاحات .