لا يزال الخطر الوبائي المحدّق بالجزائر يستنفر كل القواعد من أجل احتوائه في محاولة لوقف عدد الإصابات أو تقليصها بعد أن عرفت تصاعدا مطردا، الأيام الأخيرة. الأمر الذي صار يستلزم الذهاب الجماعي الإجباري إلى التلقيح. و من أجل بلوغ أكبر عدد من عملية تلقيح المواطنين لم تتوان الجزائر في إطلاق عديد المفاوضات مع منتجين أجانب للحصول على جرعات التلقيح ، لاسيما من الصين و روسيا و أيضا بريطانيا التي استوردت منها « أسترازنيكا « بمقدار 50 ألف جرعة و ذلك منذ موافقة المنظمة العالمية للصحة على اللقاحات المنتجة في عديد الدول . و كان وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد أكد أنّ الجزائر قدّمت في جوان طلبا للحصول على 30 مليون جرعة من اللقاح على دفعتين ، و أضاف أنّ التلقيح لا يمنع تفشي الفيروس لكنه يمنع الحالات الخطيرة التي تستدعي الاستشفاء و أضاف مدير معهد باستور فوزي درار أن توسيع حملة التلقيح ضد فيروس كورونا إلى نسبة 80 بالمائة من السكان تعد الوسيلة الوحيدة للوقاية من نقل العدوى لسلالة «دلتا» التي أصبحت أكثر انتشارا وخطورة في العالم بأسره . و تشرع مؤسسة صيدال في إنتاج اللقاح الروسي « سبوتنيك « بمساعدة مخبر هندي بداية من سبتمبر المقبل ، ضمن شراكة ثنائية مع المختبر الروسي «غاماليا « المصنع له ، الذي وفّر منصة رقمية تتضمّن جميع معطيات الإنتاج و الحفظ في إطار علمي و تكنولوجي أمام خبراء صيدال . و تسلّمت الجزائر في فبراير 200 ألف جرعة من لقاح سينوفارم كهبة من الحكومة الصينية ، في إطار آلية كوفاكس التي تشرف عليها منظمة الصحة العالمية ، حمّلته و نقلته طائرة عسكرية تابعة للجيش الوطني الشعبي إلى الجزائر. و كانت هذه الجرعات بداية لأول التلقيح الذي انطلق في الجزائر من البليدة التي شكّلت بؤرة الوباء في البلاد و كان التطعيم قد استُهلّ في يناير 2021 خلاصة القول فإنّ عدد أنواع اللقاحات التي تفاوضت الجزائر بشأنها قد بلغ ثلاثةً : سبوتنيك 5 الروسي و سينوفاك الصيني و أسترازنيكا الذي طوره مخبر هندي بالتعاون مع جامعة أكسفورد البريطانية ، حيث أشارت الجزائر أنّ خياراتها متنوّعة . و اليوم تطمح إلى إنتاج واحد من هذه اللقاحات ، علما أنّ اللقاح الروسي الذي تنوي صيدال إعادة إنتاجه كان أوّل اللقاحات ضمن قائمة منظمة الصحة العالمية لأفضل عشرة لقاحات مرشحة للتسويق بعد نهاية الاختبارات السريرية وبدء الإنتاج الموسع ، و هو مسجّل في أكثر من 65 بلدا . «و واحد من ثلاثة لقاحات في العالم تزيد فعاليتها عن 90%. وتم احتساب فعالية اللقاح عند مستوى 91. % بالاستناد إلى بيانات 19866 متطوعاً تلقوا الحقنتين الأولى والثانية من هذا لقاح الذي يتم تناوله عبر جرعتين ، و هو فعال ضد جميع سلالات فيروس كورونا الجديدة وفقًا لنتائج الدراسات التي أجريت في المخابر للمركز القومي لبحوث علم الأوبئة والأحياء الدقيقة.