يشتكي سكان حي الإخوة هندي المسمى حي المعدن ببلدية أولاد الشبل جنوب غرب العاصمة من الظروف المعيشية التي يتخطبون فيها، نظرا لحالة الفوضى العارمة التي تسببت فيها وضعية الطرقات المهترئة وكذا الانتشار الواسع للقمامات والتي حوّلت الحي إلى مفرغة عمومية تتوزع على طول الأرصفة، وخلال الزيارة الميدانية التي قادت الجزائرالجديدة إلى الحي وقفنا على الوضع المزري لسكانه، لدرجة أنه يخال لكل من يزوره للوهلة الأولى وكأنه في بلدة صغيرة أو دوار يبعد بمئات الكيلومترات عن العاصمة في حين أن أولاد الشبل لا يفصلها على العاصمة إلا 20 كيلومتر تقريبا، حيث تحدث السكان عن وضعهم السكني المتردي فيما يخص انتشار الرواح الكريهة، أمام توسع أماكن رمي القاذورات والتي حوّلت الحي إلى مزبلة عمومية طويلة تبدأ من مدخل الحي إلى خارجه، ويعود سبب الانتشار الواسع للأوساخ إلى عمليات الرمي العشوائي التي يقوم بها بعض القاطنين الذين لا يحترمون شروط المحافظة على المحيط، فضلا عن عدم تقيّدهم بالرمي داخل المفرغات، حيث يلقون نفاياتهم خارجها مما ساهم في تحول الأرضية إلى مستنقع للأوساخ، بالإضافة إلى انتشار الحشرات الضارة وكذا الحيوانات الضالة كالقطط والكلاب التي صارت تتجمع حول تلك القاذورات من أجل الظفر ببعض الطعام، فيما يشتكي بعض السكان من غزو الباعوض لمنازلهم والذي ساهم بدوره في خلق عدة أمراض جلدية وحساسية خصوصا عند الأطفال الصغار الذين لا يتجاوز سنهم 3 سنوات، سيما وأن المبيدات المستعملة تزيد من حالة المرضى المصابين بالحساسية، مما ضاعف من استياء وغضب قاطنيه، حيث أكد أحدهم أن سبب تفاقم تدهور الوضع البيئي يعود إلى عدم مسؤولية بعض القاطنين الذين يلقون مخلفاتهم من مأكولات وغيرها بطرق عشوائية وأحيانا كثيرة يكلفون أطفالهم الصغار بمهمة رميها، ما يجعلهم يتخلصون منها بطريقة مسرعة مغايرة تماما للشروط المعمول بها في إطار المحافظة على جمال المحيط وبقائه نظيفا، ومن ناحية أخرى، ألقى بعض السكان مسؤولية التدهور البيئي إلى ضعف وقلة عمال النظافة الذين ينظفون بطريقة سريعة من اجل الذهاب إلى أماكن مجاورة، وهو الأمر الذي أدى إلى تراكم الأوساخ وضاعف من انتشار الأماكن المتسخة التي خصصها بعض المواطنين للتخلص من نفاياتهم. مشاكل سكان حي الإخوة هندي، لا تقف عند هذا الحد، وإنما امتدت لتشمل غياب شبكة الهاتف الثابت، ناهيك عن تدهور حال الطرقات، هذه الأخيرة التي باتت تشهد حالة مزرية، كونها لم تعرف أي عملية تزفيت منذ عدة سنوات، نتيجة القيام بعمليات الحفر لتوفير شبكة الماء والغاز وكذا قنوات الصرف الصحي، غير أنه لم يتم إصلاحها وإلى يومنا هذا، ما جعل المسالك تشكل صعوبة في السير سواء في فصل الحر، عندما يصبح الغبار المتطاير الديكور اليومي الذي يميز أغلبية الطرقات ويجبر قاطني الحي على غلق نوافذ منازلهم رغم حاجتها الماسة للتهوية، أما عند تساقط الأمطار فإن الوضع يصبح كارثي، حيث تتحول معظم الطرقات إلى برك من الأوحال نتيجة للحفر والمركبات المنتشرة بكثرة فيها، مما عرقل حركة السير سواء بالنسبة للراجلين أو أصحاب المركبات، وبهذا الشأن عبّر العديد من السكان عن استيائهم وسخطهم الشديد من هذه الوضعية التي طال أمدها والذين أكدوا أنهم يجدون العديد من الصعوبات في استخدام تلك المسالك غير المهيأة، حيث أضحت في معظمها ترابية، رغم العديد من الشكاوي التي أودعوها لدى السلطات المحلية قصد التدخل العاجل للحد من هذه الوضعية ووعود السلطات بإيجاد حل لها في أقرب الآجال، غير أنها لم تجد السبيل للتجسيد على ارض الواقع وفي محاولة منا لنقل انشغالات السكان للسلطات المحلية، قال رئيس المجلس الشعبي البلدي محمد مداح إن معظم طرق البلدية تم إعادة تزفيتها العام الماضي، إلا أن أشغال الحفر بقيت جارية، خاصة وأن الحي يشكو من انخفاض للتيار الكهربائي والبلدية بصفتها المسؤولة عن ذلك وتعمل على تزويد الحي بمولد كهربائي ذي ضغط عالي من شأنه رفع الغبن عن قاطنيه، وعن مشكل الهاتف الثابت، قال المتحدث أنه خارج عن نطاق البلدية وليس من صلاحياتها.