ما يزال حي عليوة فوضيل وتحديدا حي 27 مسكن بالشراقة يشهد حالة من الفوضى العارمة وجملة من المشاكل حوّلت قاطنيه إلى كابوس حقيقي يستفيقون عليه كل يوم ولمدة فاقت العشر سنوات، بالرغم من معرفة الجهات المعنية بالوضع الذي يعيشونه إلا أنها لم تحرك ساكنا، ومن أبرز تلك المشاكل هاجس اهتراء الطرقات وكذا الانتشار الواسع للقمامات التي حوّلت الحي إلى مفرغة عمومية تتوزّع على طول الأرصفة، ناهيك عن الغياب التام للإنارة العمومية، أكد المواطنون الذين تقربت منهم الجزائرالجديدة أن معاناتهم بالحي تبدأ من الصعوبات التي يجدونها في استعمال المسالك والممرات غير المهيأة، فهي ترابية مليئة بالحفر والفجوات المعيقة لحركتهم، وهو المشكل الذي لا يزال مطروحا بشدة من قبل السكان، الذين أكدوا أنهم يجدون صعوبة كبيرة في التنقل عبر مختلف مسالك الحي، نظرا للاهتراء الفاضح الذي يعتريها، الأمر الذي أعاق حركة السير على المواطنون نتيجة للحفر المنتشرة بكثرة فيها، والتي لم يسلم منها لا الراجلون ولا أصحاب المركبات، وحتى أصحاب سيارات الأجرة باتوا يرفضون نقل زبائنهم إلى داخل الحي، نظرا للوضعية المزرية التي تتميز بها الطريق والتي ألحقت أضرار وأعطابا متفاوتة بعديد من السيارات، وفي هذا السياق تساءل السكان عن الأموال المخصصة لتهيئة الطرقات والتي هي في الأصل مبرمجة في المخطط التنموي للبلدية، بينما استفادت أحياء أخرى من عمليات التهيئة لأزيد من ثلاث مرات وخلال عشر سنوات معاناة سكان الحي لا تقف عند هذا الحد، حيث تحدث هؤلاء عن غياب الإنارة العمومية، ما يجعله يعيش في ظلمة حالكة، وهو يصعب الحركة الليلية على المواطنين، حيث يضطرون لاستعمال الإنارة اليدوية للتمكن من شق الطريق، كما طرح السكان المشاكل الناجمة عن انعدام الإنارة بالحي خاصة فيما يتعلق بانتشار ظواهر السرقة والسطو التي أصبحت تؤرقهم وتثير مخاوفهم، كما أضاف السكان، أنهم يجدون صعوبة بالغة في فصل الشتاء، في الوصول إلى موقف الحافلات في الصباح الباكر بالنسبة للمواطنين الذين يعملون بمناطق بعيدة، ما يفرض عليهم الخروج في ساعات متقدمة من الصباح الباكر، مشيرين في سياق ذي صلة إلى مشكلة الأوساخ المتراكمة بالقرب من الحي، وهو الأمر الذي يساهم في تشويه الصورة الجمالية للمحيط ويضفي لمسة مخزية عليه، حيث أبدى السكان في هذا الصدد استيائهم الشديد جراء تفاقم هذه الوضعية، التي أصبحت تلازمهم يوميا وتنغّص راحتهم، نظرا لما تخلفه من روائح كريهة، يحدث هذا بالرغم من المجهودات التي يقوم بها عمال النظافة التابعين للبلدية الذين يأتون يوميا لرفع النفايات، غير أن الوضع لا يلبث حتى يعود إلى سابق عهده. وبناءا على جملة النقائص التي يتخبط فيها سكان حي 27 مسكن، يناشد هؤلاء الجهات المعنية التدخل العاجل لإيجاد الحلول الجذرية لأوضاعهم المزرية، خاصة فيما يتعلق بتعبيد الطرقات وتوفير الإنارة العمومية.