أكد الكاتب والإعلامي عبد الله بن قاسم أن المشكلة الحقيقية التي تواجه الأدب الجزائري سيما في جانبه الشعبي والتراثي هو ضياع الأرشيف وعدم الحفاظ على اللقاءات التي جمعت الصحفيين مع هؤلاء الأدباء والكتاب فرغم قيمتها الفنية و الإبداعية إلا أن تلك الأعمال تضيع ،واستغرب المتحدث عن الإهمال الذي يتعرض له هؤلاء المبدعين في حق تراثهم الفكري و منتجاتهم الأدبية و خاصة ما تعلق منه بالأرشيف على مستوى الإذاعات الجزائرية التي تنشط حوارات طويلة عريضة مع مبدعين و لكن بالمقابل تهمل تلك الأعمال التي لا تحمل فقط داكرة المحاورين بل تعتبر زيادة على ذلك إرثا ثقافيا وشعبيا يخص الأمة الجزائرية وذاكرة ثقافتها بشكل عام و أعطى المتحدث مثلاعن الحوار الذي قام به مع فقيد الثقافة الجزائرية الأديب الإعلامي "عمر ديب " بالإذاعة الجهوية لتلمسانعلى هامش الندوة التكريمية التي نضمت أول أمس بخصوصهفي المعرض الوطني للكتاب بعاصمة الزيانيين ووصفبلقاسم هذا الحوار بالمهم جذا و المتين كونه يتحدث فيه الراحلعن نضاله الثقافي والفكري وتجربته الأدبية التي أفصح خلالها عن كل همومه وأتعابه كمثقف و بدايات اقتحامه عالم الكتابة و يدعوا المتحدث بالمقابل إلى ضرورة جمع التراث الشفوي لكي لا نظلم هؤلاء المبدعين و لكي تكون هذه الأرشفة بمثابة تكريم لهمسواء كانوا أحياءا أو أمواتا و من جهة أخرى استطرد المتدخل في الحديث عن الكاتب الراحل عمر ديب الذي صنع اسما من دهب لحبه إلى الفن و الكتابة و كذلك لتفانيه في مهنة المتاعبإذ كانصحفيا بالإذاعة الجهوية لولاية تلمسانفأخلص للمهنة التي يحبها حتى النخاعو بالإضافة إلى ذلك كان الرجل حسب المتدخل عضوا نشطا في كثير من الجمعيات الثقافيةو الفكرية التي تنشط هنا و هناك ومن جانبه قدم مدير الثقافة لولاية تلمسان حكيم ميلود الراحل بأنه كان رجل متواضع بسيط عاش مخلصا لرسالته الثقافية النبيلة حيث عاش معلما و مات معلما و يرى المتحدث أن رحيل عمر ديب بمثابة رحيل مكتبة كاملة لأنه كان قاموسا ثقافيا و بالخصوص ما تعلق منه بتاريخ مدينة تلمسان التي يعرف عنها كل كبيرة و صغيرة و لقد استثمر هذه الثقافة في عمله كصحفي يقول ميلود في هذا الإطار " لقد كان الراحل منشطا لحصص إذاعية حول تلمسان ، تاريخها و أعلامها و شخصياتها و غوصه في التاريخ القديم لهذه المدينة سواء ما تعلق منه بالتاريخ الرسمي أو الهامشي و كذا الأساطير والتراث الشفهي و ذكر المتدخل أن ديب كان أستاذا للتعليم الثانوي و تتلمذ على يديه طلبة أصبحوا فيما بعد رموزامن رموز الثقافة في الجزائر على غرار الروائيين " وسيني الأعرج و لمين الزاوي " و فيما يخص قضية الأرشفة فيعد مدير الثقافة أنه سيعمل على جمع كل المؤلفات و الكتب و المقالات التي تركها الفقيد و ذلك بالتنسيق مع المكتبة الوطنية و أمينها العام عز الذين ميهوبي و التحضير لتنظيم يومين دراسيين تقدم من خلالها أعمال عمر ديب و كل ما تركه من إرث ثقافي و أدبي و إعلامي على حد سواء . مبعوثة الجزائرالجديدة إلى تلمسان :صباح شنيب