أكدت مجموعة العمل من أجل فلسطين بالمغرب، الاربعاء، أن أجندة التطبيع بالمغرب أخذت مسارا جد خطير يتجه نحو الصهينة الشاملة وإدخال البلاد فيما يشبه "الاحتلال"، مجددة إدانتها واستنكارها الشديد لهذا المسار التخريبي للمملكة والمنطقة برمتها. وفي بيان لها تحت عنوان " السنة الأولى تطبيع .. حصيلة عار ومسار صهينة شاملة"، بمناسبة ذكرى مرور سنة على تطبيع نظام المخزن مع الكيان الصهيوني، اعتبرت المجموعة المغربية، " اتفاقيات التطبيع المشؤوم مع العدو الصهيوني وما تلاها " خطأ قاتل من شأنه أن يؤدي الى التفريط بالسيادة الوطنية". وقالت المجموعة المغربية، يضيف البيان، " إن ما جرى في 22 ديسمبر 2020 بين المغرب والكيان الصهيوني الإرهابي العنصري بعد تغريدة دونالد ترمب، وما تلاها من بلاغات وتصريحات وتحركات من قبل السلطات المغربية تميزت ب " التصاعد باتجاه رفع الحجاب عن علاقات تجاوزت التطبيع "الكلاسيكي" الى الهرولة المشحونة بكثير من العناوين والمحاور باتجاه الحضن الصهيوني". وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اعلن في تغريدة له في 10 ديسمبر 2020 عن اعترافه بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية مقابل تطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني. وأوضحت المجموعة المغربية في هذا الاطار، أن " حجم وطبيعة ومدى ونوعية الخطوات التطبيعية، التي ضجت بها عدة مجالات سياسية ودبلوماسية وثقافية ورياضية وسياحية وغيرها على مستويات متعددة سواء في مؤسسات الدولة المركزية والحكومية أو في فضاءات أخرى مجتمعية وإعلامية وثقافية ينبئ على أن أجندة التطبيع بالمغرب أخذت مسارا جد خطير يتجه نحو الصهينة الشاملة، وإدخال البلاد في ما يشبه "الاحتلال" والقرصنة الصهيونية لبنية مفاهيم دستورية وتاريخية وحضارية مؤسِّسة للدولة ولقضايا وطنية محورية وجودية ذات حساسية بالغة". واشارت في سياق متصل الى "التوتر المتصاعد في المنطقة المغاربية بين المغرب والجزائر، بفعل الحضور الصهيوني المكثف على عدد من المستويات، كان أبرزها وأخطرها الاتفاق العسكري والأمني بزيارة رأس الإرهاب الصهيوني وزير الحرب (بيني غانتس) إلى الرباط ". ولفتت في سياق متصل إلى إطلاق النظام المغربي و الياته الدعائية، " حملات إعلامية محمومة لشيطنة كل الأصوات الوطنية الأصيلة الرافضة لجريمة التطبيع ( ..) مقابل تجميل لكل ما هو صهيوني، كما لفتت الى " القمع الممنهج لكل تحركات الشعب المغربي وقواه الحية للتعبير والتظاهر من أجل فلسطين وضد التطبيع في ردة حقوقية واضحة المعالم، لتكبيل الإرادة الشعبية وتكميم الأصوات حتى عن مجرد التضامن مع الشعب الفلسطيني في يومه العالمي ..". وأبرزت مجموعة العمل المغربية في بيانها " تحويل مقرات ومعابد الطائفة اليهودية بالمغرب إلى منصات يستغلها قادة الكيان الصهيوني في زياراتهم لتقديم الطائفة المذكورة وكأنها "جالية إسرائيلية بالمغرب" وكمنصة لإطلاق تصريحات لتفجير الوضع بالمنطقة المغاربية بين المغرب والجزائر". كما تحدثت عن " تدنيس المرجعيات الدينية والروحية بخطابات ذات مضامين لما يسمى"الإبراهيمية" الجديدة وبتوريط المجالس العلمية في مهرجانات تعج بالصهاينة والرموز الماسونية والانحراف السلوكي بمباركته من ممثل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية. وإذ تجدد المجموعة المغربية من اجل فلسطين الى جانب الهيئات المدنية والشعبية الرافضة للتطبيع، الإدانة والاستنكار الشديد لهذا المسار التطبيعي التخريبي للمملكة (..)، فإنها تحمل المسؤولية لكل العاملين على خدمة التطبيع والتخطيط له في الدولة المغربية عن كل ما يمكن أن يترتب عن هكذا مسار تدميري يتجه نحو الصهينة الشاملة، ورهنها للإرادة الاسرائيلية والأمريكية، بما يهدد أمن واستقرار المغرب، حاضرا ومستقبلا، و يجعل من المملكة مسرحا لمشاريع تخريبية محلية ومنصة لانطلاق أجندات الاختراق والتخريب في الجوار العربي والافريقي". كما جددت التأكيد على أن " التطبيع لا يعتبر فقط خيانة لقضية فلسطين، التي لها شعبها المقاوم ولها أمتها وأحرار العالم، بل هو خنجر مسموم يطعن الوطن وكيان المغرب، دولة وشعبا ومؤسسات، وهو مدخل، ايضا، للخراب الذي عانت منه دول وشعوب اخرى بالمنطقة جربت الهرولة الساقطة الصهيو-تطبيعية منذ عقود ". وإذ تعلن المجموعة، في ختام البيان، على وقوفها إلى جانب كل مكونات الشعب المغربي و انخراطها في كل فعاليات مواجهة أجندة الاختراق التطبيعي، فإنها تهيب بجماهير الشعب المغربي بمواصلة التعبئة واليقظة للتصدي لكل أشكال التطبيع، حماية للمغرب و مقدساته ودفاعا عن الشعب من هذا السرطان، و كلها ثقة بحتمية انتصار الإرادة الشعبية في اسقاط هذه الأجندة و إنهاء كل عمليات التطبيع مع العدو الصهيوني، كما في كل محطات نضال الشعب المغربي ضد الاستبداد والفساد الذي يعتبر توأم التطبيع وحاضنة أجندات الاختراق والتخريب الصهيونية الإستعمارية الجديدة".