ناشد سكان حي ' الزعاترة " التابع لاقليم بلدية زموري الواقعة شرق ولاية بومرداس المسؤولين التدخل العاجل لفك شبح العزلة عنهم التي طال أمدها، حيث مازالوا يعانون من انعدام أبسط ضروريات الحياة الكريمة، كما أنهم يعانون من نقص في المياه الصالحة للشرب، خاصة في فصل الصيف، وانعدام الغاز الطبيعي، وقدم شبكة قنوات الصرف الصحي، وعدم تهيئة الطريق، وانعدام التغطية الصحية، والإنارة العمومية. ونتيجة لكل هذه النقائص أصبح هذا الحي رمزا للإقصاء والتخلف والتهميش. طالب سكان قرية الزعاترة ذات الكثافة السكانية العالية، الواقعة جنوب بلدية زموري، السلطات المحلية بحقهم في الحصول على الرعاية والتغطية الصحية، التي مازالوا يفتقدون إليها منذ أمد بعيد. ويعاني السكان الأمرّين للوصول إلى المستوصف المتواجد على مستوى البلدية، والذي بدوره يعاني من نقائص بالجملة. كما أبدى السكان امتعاضهم من غياب أدنى ضروريات العلاج من أدوية وضمادات، في حالة حدوث بعض الحالات التي تستدعي التدخل العاجل، مما يعرض حالة المريض للخطورة نتيجة لبعد قاعات العلاج وصعوبة الوصول إليها. وفي السياق ذاته أكد أحد السكان أن الفئة الأكثر تضررا من غياب قاعات لعلاج هم النساء، خاصة الحوامل منهنّ، إذ يجدن صعوبة كبيرة في التنقل إلى بلدية زموري لإجراء الفحوصات وتلقي العلاج اللازم. كما أكد السكان الذين التقيناهم مازالوا يعانون الأمرّين، نتيجة غياب محطة نقل المسافرين مهيأة، حيث يكابد المسافرون مرارة التنقل إلى زموري أو إلى بلدية سي مصطفى، حيث تعرف القرية نقصا فادحا في وسائل النقل، إذ يضطرون للانتظار أحيانا لمدة تفوق 45 دقيقة، لتمر حافلة مكتظة عن آخرها، وذلك دون مراعاة شروط سلامة المسافرين. حيث يتساءل الجميع: كيف يسمح مهندسو المناجم بسير مثل هذه المركبات التي تشكل خطرا على السلامة العمومية؟ كما تعد فئة العمال والطلبة الأكثر تضررا من غياب وسائل النقل، حيث يضطر أغلبهم إلى قطع المسافة مشيا على الأقدام. ومن جهتهم تساءل السكان عن غياب التأخر الحاصل في إدراج مشروع مؤسسات تربوية للتخفيف من معاناة التلاميذ الذين يتجرعون مرارة التنقل إلى المؤسسات التربوية على مستوى بلدية زموري، سواء تلاميذ المتوسطة أو الثانويين الذين يعانون الأمرّين، خاصة في الثلاثي الأول من الموسم الدراسي الذي يعتبر موسم البرودة والأمطار، التي تؤثر سلبا على تحصيلهم الدراسي جراء غياب التدفئة والمطاعم المدرسية. وفي سياق آخر، استنكر السكان التذبذب الكبير الحاصل في توزيع المياه الصالحة للشرب المقدمة عبر الشبكات المنزلية، حيث تعرف القرية تذبذبا في توزيع المياه، دون تحديد أيام وأوقات معينة لذلك، وما أثار استيائهم هو توزيع المياه أحيانا في ساعات متأخرة من الليل، مما يجعلهم يتحدثون عن هذه الظاهرة بطريقة تهكمية ''جاء الماء نوض تعمر''، كما أن انعدام المياه لمدة تفوق الأسبوع تضطرهم للبحث عن جلب المياه بشتى السبل وبشق الأنفس، سواء من عند فلاحي المنطقة الذين يملكون آبارا أو بشراء صهاريج المياه بأسعار باهظة تصل أحيانا إلى 800دج للصهريج الواحد. معاناة السكان لم تتوقف عند هذا الحد بل تعدتها إلى غياب مادة حيوية وهي الغاز الطبيعي، الذي لم يعرفه السكان منذ مدة طويلة، حيث يستعينون بقارورات البوتان لقضاء حوائجهم رغم ارتفاع سعرها (300 دج) والمضاربة الحاصلة في هذه المادة الحيوية. هذا بالنسبة للعائلات متوسطة الدخل أما العائلات محدودة الدخل فتلجأ على الطرق التقليدية في التدفئة والطهي باستعمال الحطب الذي يتحصلون عليه بشق الأنفس ومن الغابات والأحراش المحيطة بالحي. ومن جهة أخرى يشتكي السكان من عدم تهيئة مسالك الحي التي تعتبر مطبات ومسالك ترابية يصعب التنقل عبرها، كونها ممتلئة بالحفر والمياه الراكدة في فصل الشتاء، وبالغبار الكثيف في فصل الصيف، مما يتسبب في أمراض الحساسية للسكان، كما أبدو استياءهم من غياب الإنارة العمومية بالحي، مما يجعل الحي شبه مدينة أشباح تتعرض للاعتداءات والجرائم خاصة السرقة، منها السيارات المتوقفة بالحي أو البيوت التي يتركها أصحابها لليلة واحدة فيجدونها خاوية على عروشها. ونتيجة لكل هذه النقائص التي تشهدها قرية الزعاترة بزموري، يطالب السكان السلطات المحلية باتخاذ التدابير اللازمة لاحتواء الوضع الكارثي، مطالبين في نفس الوقت بتوفير الأمن لسكان القرية.