سجل المغرب 32 حالة انتحار منذ بداية شهر ديسمبر الماضي 2021 والى غاية الثلاثاء 11 جانفي، وتزايدت عدد حالات الانتحار بالمملكة خلال الاسابيع الاخيرة، حسب وسائل اعلام محلية، بسبب تزايد ضغوط الحياة، و تدهور الظروف المعيشية، جراء سياسة نظام المخزن، التي تسببت في تفقير الشعب، وحرمانه من ابسط شروط العيش الكريم. واغلب حالات الانتحار المسجلة بالمملكة ، كانت وسط الشباب، الذي لم يسعفه الحظ في الحصول على منصب شغل، ليفقد الامل بشكل نهائي مع الاجراءات الاخيرة التي اقرتها الحكومة، و التي تقضي بتسقيف سن الترشح لمسابقات التوظيف ب 30 سنة، حسب نفس المصادر. وفي هذا الاطار، أقدم شاب بطال يبلغ من العمر 34 سنة حاصل على دبلوم في الحقوق على الانتحار، بعد ان تبخرت أحلامه في الحصول على عمل، بسبب تعقيد الحكومة لإجراءات التوظيف و تحديد سن المشاركة في مسابقات التوظيف ب30 سنة. وفي مدينة طنجة وضع عشريني عاطل عن العمل حدا لحياته شنقا، بمنزله، كما انتحر شاب من مواليد 2003 بمدينة أكادير، و شاب اخر من مواليد 1997 بمدينة مراكش، وعشريني بمدينة تارودانت،و اخر لا يتجاوز سنه 17سنة بمدينة تيطوان. ولم تتوقف ظاهرة الانتحار عند عنصر الشباب فقط، حيث اقدمت مع بداية العام الجديد، شابة في العشرينيات بمدينة طنجة على الانتحار، شنقا، و اقدمت شابة اخرى على رمي نفسها من اعلى عمارة سكنية، لتلفظ انفاسها الاخيرة، فيما اختارت تلميذة بمدينة القنيطرة، لا يتجاوز سنها 16 سنة وضع حد لحياتها عن طريق شرب السم. وبمدينة تطوان قامت سيدة، ام لخمسة (5) اطفال بوضع حد لحياتها بمدينة الدار البيضاء، كما انتحرت سيدة اخرى بمدينة الحسيمة، ام لأربعة اطفال، عن طريق شنق نفسها. ويوم امس الثلاثاء، اهتزت المدينة العتيقة بمراكش ، على وقع انتحار شاب يمتهن بيع الحلوى شنقا، و قبلها سجلت مدينة طنجة المغربية انتحار أم لطفلين شنقا. ويؤكد الخبراء ان الظروف الاقتصادية الصعبة، و انتشار الفقر، و ارتفاع معدلات البطالة، و الاحساس بالإحباط و التهميش، وراء تنامي هذه الظاهرة، التي دق الخبراء ناقوس الخطر بشأنها. وذكرت تقارير اعلامية دولية، أن تزايد حالات الانتحار في المغرب أصبح يثير قلقا على نطاق واسع، وسط حديث على أن الضغوط النفسية والاضطرابات العقلية تدفع بالكثيرين إلى وضع حد لحياتهم، بشكل مفاجئ. ويعرف المغرب تفاوتا طبقيا كبيرا بين اغلبية كادحة، و طبقة برجوازية مقربة من النظام الملكي، تملك ثروات طائلة. وندد حقوقيون مغاربة في العديد من المناسبات، بتغول نظام المخزن و استبداده و استشراء الفساد، في وقت يعاني فيه الشعب المغربي من الفقر المدقع.