ودعت الساحة الفنية الجزائرية الفنان شريف خدام عن عمر يناهز 85 سنة تركا وراءه فراغ كبير وموروث فني عظيم ، فبمنطقة بومسعود بلدية افرحون بمسقط رأسه شيعت أمس جنازة الفقيد التي شهدت توافد كبير من فنانين و مسؤوليين محليين إلى جانب جمهور غفير من مواطني الولاية جاءوا من كل البلديات لتوديع وإلقاء النظرة الأخيرة على شريف، فكل عروش الولاية و بطريقتهم الخاصة عبروا عن حزنهم الشديد لفقدان الراحل، فسكان بومسعد اقبلوا للجنازة رافعين شعارات تكريمية لوداع الراحل حاملين اكبر صورة لشريف خدام قائلين انه رغم رحيله فهو لا يزال حي في قلوب الجزائريين ، فالآلاف من المواطنين كانوا يمشون ببطئ جاءوا بحافلات و سيارات تحت تنظيم محكم و صمت وحزن واسى كبير ودع سكان ولاية تيزي وزو الراحل الذي أصيب بمرض عضال ألزمه الفراش بمستشفى عاصمة فرنسا باريس أين لفظ أنفاسه الأخيرة هناك الاثنين المنصرم. والى تيزي وزو يقدم تعازيه لعائلة الفقيد الجنازة حضرها والى ولاية تيزي وزو عبد القادر بوعزقى الذي قدم تعازيه لعائلة الفقيد معبرا عن الأسى و الحزن الكبيرين لفقدان الجزائر احد العظماء و المعالم الكبيرة للفن الجزائري حيث تركت بصماتها ورسم اسمه ضمن اكبر الفنانين حيث قال أن فقدانه فقدان كبير للساحة الفنية و الثقافية و رغم رحيله يبقى دائما في ذاكرة الشعب الجزائري. و من جهته رئيس المجلس الشعبي الولائي محفوظ بلعباس قال أن شريف خدام ليس بان منطقة القبائل بل هو ابن الجزائر و "بيطوفن" منطقة القبائل أعطى الكثير للأغنية القبائلية غنى عن المراءة و الغربة و الوطن و المحن وأعطى للأغنية و الموسيقى القبائلية الطبعة العالمية مضيفا انه رغم رحيل الفنان فهو قد ترك موروث ثقافي عظيم يجب المحافظة عليه مشيرا أن شهر يناير الذي يصادف وفاة الفقيد يعد من أعظم الشهور في تاريخ الامازيغ لميزته الكبيرة ففيه ولد توفي و ولد أعظم الفنانين القبائليين آخرين على غرار سليمان عازم الذي رحل في شهر يناير وكذا ميلاد معطوب لوناس و غيرهم .
خدام محند اوبلقاسم : " شريف خادم" ترك موروثا يجب المحافظة عليه
ومن جهته ابن عم الفقيد محند اوبلقاسم خدام الذي تناول في كثير من كتبه السيرة الذاتية لشريف خام قال ان خدام رجل بكامل الأوصاف نظر لأخلاقه الحميدة فهو إنسان بسيط و بحسه المرهف كسب الكثير من الأصدقاء و المعجبين فهو وطني بطبعه لديه علاقات كثيرة تعلم على يده الكثير من الطلبة ببوزريعة كما أعطى دروس عن الموسيقى للمتعلمين و المعلمين على حد سواء فموسيقاه ذات طابع عاملي لأنه درس و تعلم على أيدي أساتذة و موسيقاريين عالمين الذين تحدثوا عنه فهو يكتب موسيقاه كما يكتب الشعر كما أثرى الموسيقى الجزائرية مشيرا أن شريف خدام لم يموت بل ترك موروث كبير لأجيال القادمة وواجبنا اليوم الحفاظ على أعماله و تخليدها شريف خدام من مواليد 1 جانفي 1927 بقرية ايت بومسعد و هو احد اكبر الأسماء الفنية في تاريخ الموسيقى الجزائرية كان قد نقل أول مرة إلى فرنسا على جناح السرعة لتلقي العلاج في 24 اوت 2011 بعدما تعرض إلى وعكة صحية مفاجئة حيث كان يخضع لعملية تصفية الدم بطريقة منتظمة لكن الإرهاق و التعب نال منه بشكل كبير ما اجبر عائلته إلى نقل لفرنسا لمواصلة العلاج حيث وافته المنية هناك شريف خدام هو أول مجدد الموسيقى الامازيغية من خلال الجمع بين التراث و الحداثة بادخل الآلات الموسيقية الحديثة على الأغنية القبائلية ورغم ذلك قدومه للساحة الفنية جاء من جانب الصدفة على حد تعبيره في عدة لقاءا و حوارات التي تكلم فيها عن نفسه إلا انه ترك بصمات و سجل اسمه ضمن عمالقة الموسيقى الجزائرية و العالمية و للذكر فقد استقبل أمس الأول جثمانه بمطار هواري بومدين بحضور كبير من المواطنين و المحبيه الذين أبو أن يلقوا النظرة الأخيرة على الفقيد و كذا بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي و وزير العمل و الضمان الاجتماعي الطيب لوح لينقل بعدها إلى مسقط رأسه بأعالي جرجرة بمنطقة افرحونن التي شيعت فيه جنازته و تحت صمت و عفة رحل الفنان شريف خدام .