ووري بعد ظهر أمس، الفنان الراحل شريف خدام بمقبرة قرية ”آيت بو مسعود” بولاية تيزي وزو، مسقط رأسه· وكان جثمان ”عميد الأغنية القبائلية” قد وصل مساء أول أمس إلى ”مطار هواري بومدين” الدولي على متن طائرة قادمة من باريس حيث وافته المنية الإثنين الماضي بأحد مستشفياتها· وحضر وصول الجثمان وزيرة الثقافة خليدة تومي وعائلة الراحل وجمع من الفنانين والمثقفين· وخيم جو من الحزن والتأثر على الحضور بمجرد إنزال الصندوق المغطى بالألوان الوطنية الذي يحمل جثمان الفقيد، بينما أصر جمع كبير من الفنانين أن يقاسموا أسرة ”ألدا شريف” فجيعتها في فقدان الزوج والأب، وأيضا مرافقة جثمان الفنان في رحلة أخيرة إلى منزله، ومن هناك إلى مسقط رأسه بقرية ”آيت بو مسعود”· وكانت آخر رحلة ل”مايسترو” الأغنية القبائلية في مستوى شخصية الرجل· فرغم مرارة فقدان فنان من هذا المستوى إلا أن الجميع، سواء من أهله أو الأصدقاء أو المعجبين الذين حضروا بقوة إلى المطار، تحلوا بالصبر وعزة النفس وفاء لصورة الفقيد الذي عاش ومات متواضعا· وفي السياق ذاته، كانت خصال الرجل وأعماله المتألقة أكبر إرث تركه ويكفيه فخرا، كما أكد الكثير من معارفه، أن يتذكر الجميع أعماله ويستشهد بها· وهنا، أوضحت وزيرة الثقافة أن ”الجميع يعرف عظمة هذا الرجل الذي عاش ومات متواضعا·· لكن الأهم أن نعمل اليوم على الحفاظ على أعماله لتستلهم منها الأجيال الجديدة”· من ناحية أخرى، كان الانطباع السائد لدى الفنانين الذين حضروا بقوة من ممثلين ومطربين من المخضرمين يتقدمهم كمال حمادي الذي رافق الجثمان من باريس، وبوعلام شاكر وآخرون من جيل الشباب· وقال كمال حمادي رفيقه في الغربة والفن ”أعطى الكثير للموسيقى الجزائرية وكان يتمتع بموهبة ربانية صقلها بدراسة الموسيقى وتعلم الصولفاج مع محمد الجاموسي مما مكنه من الاستلهام من الموسيقى الشرقية وهو ما فعله من خلال المزج بين هذه الأخيرة والموسيقى القبائلية”، مضيفا أن الراحل كان كريما ولم يبخل يوما بإعطاء النصح للغير· وأكد كمال حمادي الذي رافقه في مشواره الفني لأزيد من خمسين عاما أن ”الانضباط وإتقان العمل هما أكبر ميزة لشريف خدام”، على حد تعبيره·