يتوقع خبراء في النفط والطاقة أن يتجاوز سعر برميل النفط عتبة ال 100 دولار بفعل الأزمة الأوكرانية وأيضا أزمة الغاز في القارة العجوز، فبعض الدول ستلجأ إلى استعمال النفط كبديل للغاز في حالة ما إذا توقفت الامدادات الروسية إلى أوروبا وعجز أمريكا ودول أخرى منتجة لهذه المادة على تعويضها وهو ما أقرته قطر إذ قالت على لسان وزير الطاقة إنه لا قطر ولا أي دولة منفردة أخرى لديها القدرة على أن تسد الفراغ أو تحل محل إمدادات الغاز الروسية لأوروبا بالغاز الطبيعي المسال في حالة تعطل الإمدادات بسبب الصراع بين روسياوأوكرانيا. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي 2.10 دولار أي ما يعادل 2.2 بالمائة لتصل إلى 97,49 دولارًا للبرميل الواحد بعدما ارتفعت بنسبة 2 بالمائة، وزادت العقود لتبلغ عتبة 97.66 دولارًا، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2014، بينما قفزت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 3.25 دولارات، أو 3.6%، إلى 94.32 دولارا للبرميل. ولا يقتصر هذا الوضع على النفط بل ارتفعت أيضا أسعار الغاز في أوروبا، بشكل ملحوظ بعد إعلان ألمانيا تعليق المصادقة على تشغيل مشروع الغاز "السيل الشمالي _2". وصعدت العقود الآجلة للغاز في شهر مارس المقبل في مركز TTF في هولندا إلى مستوى 940 دولار لكل ألف متر مكعب، بعد أن كانت عند مستوى 937 دولارا. وبذلك تكون الأسعار قد صعدت بنسبة أكثر من 10% مقارنة بإغلاق أمس. ويؤكد الخبير في الشؤون الاقتصادية أحمد سواهلية ل "الجزائر الجديدة" أن مستويات الأسعار الحالية بالنسبة للنفط مرشحة للارتفاع وقد يتخطى البرميل الواحد عتبة ال 100 دولار، لكن الأمر الذي يمكن تأكيده هو أن هذه الأسعار ظرفية وترتبط بالتوترات السياسية والأمنية بين أوكرانياوروسيا والغرب. ويقول المتحدث إن القلق السياسي والأمني الذي يميز العالم حاليا وإمكانية توقف الامدادات الروسية جعلت الأسعار ترتفع بشكل كبير بالأخص وأن أمريكا عاجزة على تعويض الغاز الروسي في أوروبا التي تراجع مخزونها إلى نسبة 47 بالمائة. حتى الدول الأخرى تقف اليوم عاجزة على تعويض هذه الإمدادات بحيث قال وزير الطاقة القطري في هذا السياق إن روسيا مسؤولة عن توريد ما بين 30 و40 بالمئة تقريبا من الإمدادات لأوروبا، لا تستطيع دولة بمفردها تعويض هذا الكم، لا توجد مقدرة للقيام بذلك فيما يتعلق بالغاز الطبيعي المسال المرتبط بعقود طويلة الأجل ووجهات واضحة للغاية. لذلك فإن تعويض هذا الكم بهذه السرعة شبه مستحيل. وعن إمكانية توجه منظمة أوبك نحو رفع الإنتاج مقارنة بما هو معمول به بالأخص وأن بعض الدول ستلجأ إلى الذهب الأسود كبديل للغاز، أكد الخبير في الشؤون الاقتصادية أنه لا يمكن للمنظمة اتخاذ أي قرار يصب في هذا السياق باعتبار أن الارتفاع المسجل حاليًا هو ارتفاع ظرفي قد يخدم الدول المنتجة ويضر بها في نفس الوقت وهو ما أكده الرئيس عبد المجيد تبون في لقاءه الدوري بممثلي الصحافة الوطنية إذ قال إن الارتفاع الذي تعرفه الأسواق النفطية حاليا هو ارتفاع ظرفي لذلك يجب أن لا نربط مصيرنا بها.