وقال حاتم بجاتو الأمين العام للجنة الانتخابات الرئاسية إن اللجنة تنظر في طعون قدمها أربعة من مرشحي الرئاسة وهم أحمد شفيق الذي حل في المركز الثاني وهو رئيس سابق للوزراء خلال آخر عهد مبارك والمرشح اليساري حمدين صباحي والمرشح الإسلامي المعتدل عبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى الامين العام السابق لجامعة الدول العربية.وقال بجاتو إن نتائج الانتخابات ستعلن اليوم الاثنين أو غدا الثلاثاء.وتظهر الأرقام التي ذكرتها وسائل إعلام حكومية والحملات الانتخابية أن محمد مرسي وهو شخصية لم تتسلط عليها الأضواء بشكل كبير من قبل في جماعة الاخوان المسلمين من المرجح أن يخوض جولة الإعادة مع شفيق الذي تعهد بإعادة الأمن. لكن صباحي الذي جاء في المركز الثالث طعن في النتائج قائلا لحشود من انصاره في القاهرة في وقت متأخر من أمس السبت إنه وردت لديه معلومات عن تصويت مجندين بالمخالفة للقانون.بل إن هذه النتيجة التي زادت من الاستقطاب أدت لظهور مطالب لمرسي بأن ينسحب لصالح صباحي لخوض الجولة الثانية وهو ما رفضته جماعة الاخوان على الفور.وقال عصام العريان القيادي في حزب الحرية والعدالة "هذا غير دستوري" مضيفا أنه في حالة انسحاب مرسي في الجولة الأولى فإن هذا يعني فوز شفيق بالتزكية. وأدت هذه النتيجة التي زادت من الانقسام إلى تراجع أسعار الأسهم في مصر امس وهو أول أيام التداول منذ انتهاء العملية الانتخابية يوم الخميس.وقال أسامة مراد الرئيس التنفيذي لأراب فاينانس لتداول الأوراق المالية "يخشى بعض المستثمرين ذلك لأننا الآن لدينا العنصرين المتطرفين في المواجهة.. الفترة المقبلة لن تكون هادئة."وتراجع المؤشر الرئيسي ثلاثة في المئة بحلول بعد ظهيرة اليوم ليتجه إلى أكبر انخفاض خلال أكثر من شهر. وتريد جماعة الاخوان التي تهيمن بالفعل على مجلسي البرلمان بعد انتخابات أجريت بنهاية العام الماضي وبداية العام الجاري تكوين جبهة موحدة في مواجهة شفيق في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية المقرر أن تجرى في 16 و17 جوان.وقال ياسر علي المتحدث باسم مرسي "علينا تنظيم الحركات في الشارع مع المواطنين لدعم الثورة لأن النظام السابق سيعود مع شفيق."وأضاف "نحن نفتح عقولنا وقلوبنا على كل الجماعات السياسية خاصة جماعات الثورة لتنظيم وتشكيل حكومة ائتلافية عقب تولي مرسي الرئاسة." وقال علي إن مرسي ربما يلتقي بأبو الفتوح وهو عضو سابق في جماعة الاخوان والذي جاء في المركز الرابع بالجولة الأولى وزعماء آخرين منهم صباحي في وقت لاحق.كما أن شفيق يسعى إلى استمالة الناخبين ومنهم النشطاء الشبان الذين يعتبرونه شخصية من النظام القديم.وقال شفيق أمس في مؤتمر صحفي "اختطفت منكم الثورة التي فجرتموها.. وأتعهد بأن أعيد ثمارها إلى أيديكم وأن يكون لكم موقع الصدارة في الجمهورية الجديدة." ومن المفترض أن تكون انتخابات الرئاسة إيذانا بانتهاء عملية انتقالية قادها المجلس الأعلى للقوات المسلحة اتسمت بالعنف والنزاعات السياسية منذ الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بمبارك في فبراير شباط من العام الماضي.وزادت الاضطرابات من تفاقم المشكلات الاقتصادية التي تواجه أي رئيس يتولى قيادة البلاد من المجلس الأعلى للقوات المسلحة والذي من المتوقع أن يحتفظ بدور قوي لسنوات قادمة. ومن الممكن أن يؤدي فوز مرشح جماعة الاخوان في انتخابات الرئاسة إلى إطالة أمد الصراع مع الجيش حول صياغة دستور جديد وهي العملية التي شابتها بالفعل نزاعات سياسية.لكن فوز مرسي ليس نتيجة مفروغا منها.إذ ربما يحجم الكثير من الناخبين عن التصويت في الجولة الثانية بما أن كلا المرشحين غير مقبول بالنسبة لهم.والكثير من المسيحيين أيضا الذين يمثلون نحو عشرة في المئة من سكان مصر وعددهم 82 مليون نسمة من المرجح أن يساندوا شفيق الذي يعتبرونه حائط صد في مواجهة نفوذ الإسلاميين. وقال مسؤول من الكنيسة القبطية طلب عدم نشر اسمه "الاخوان لم يعطونا أي ضمانات أو وعود على حرياتنا أو حرية عقيدتنا خلال حكمهم."وقال مرسي في مقابلة تلفزيونية الليلة الماضية عندما سئل عن مخاوف المسيحيين "مصر ملك للجميع. هو مين اللي قتلهم في المظاهرات ومنعهم يبنوا كنائس؟ النظام السابق مش احنا."