ناشد العشرات من أعيان سكان قرية روبان الحدودية التابعة لدائرة بني بوسعيد 80 كلم غرب تلمسان السلطات العليا للبلاد بالتدخل لدى نظيرتها المغربية من أجل استعادة مئات الهكتارات التي سلبت منهم من طرف السلطات المغربية سنة 1975 وأخذت معها أملاكهم ومواشيهم دون تعويض. تغيير معالم الحدود سلخ الجزائريين أملاكهم سنة 1975 خلال أول زيارة لجريدة الجزائرالجديدة لقرية روبان الحدودية التابعة إقليميا لدائرة بني بوسعيد استقبلنا أصحابها بحفاوة وكان لنا أول لقاء مع عمي الميلود أمزيان صاحب ال 75 سنة والذي يعد أحد أعيان المنطقة وأحد المتضررين من تحويل الأراضي إلى المغاربة، وقد كشف عمي الميلود عن جذور هذه الواقعة التي تعود - حسبه - إلى إعادة رسم الحدود مابين الجزائر والمغرب، حيث أكد حسب ما نقله عن أبيه أن سبب إعادة الحدود يعود إلى صراع بين جزائري ومغربي إنتهى بمقتل المغربي على يد الجزائري الذي ينتمي إلى عائلة أولاد بن هدار، مما دفع حاكم مغنية الذي عينته فرنسا آنذاك إلى الحضور إلى المنطقة رفقة العدول المغربي الذي كان يحكم عمالة وجدة آنذاك وحولت المنطقة الحدودية من غار الضع إلى غاية سيدي مجاهد كمنطقة محرمة، لكن رغم ذلك بقيت العائلات الجزائرية المقيمة بالمنطقة على غرار عائلات: تغدوين، شقوقي، الرفوفي، صوابي، أمزيان، بن هدر، معلاوي، مظهر.. تستغل أراضيها بصفة عادية إلى غاية سنة 1974 أين تم استدعاء الفلاحين إلى مزاد علني بعمالة وجدة، حيث تم إجراء مزايدة حول حقوق استغلال هذه الأراضي والتي فاز بها الجزائريون بصفتهم أصحاب الأولوية، لكن بعد بضعة شهور جاءت لجنة مختصة من قبل المغرب إلى المنطقة وطلبت من الفلاحين إحصاء أملاكهم من الحيوانات ومطامير القمح والشعير، لكي تدفع لهم سلطة المغرب عليها أجورا للحفاظ على الفلاحة، لكن ذلك ما لم يحدث، حيث جاءت في اليوم الموالي شاحنات مصحوبة بالمخازنية وقاموا بسلب السكان مواشيهم وأبقارهم وأحصنتهم وحتى الحمير والدجاج بدون أن يعوضوهم إلى غاية اليوم رغم أنهم يملكون وصولات إحصاء للحيوانات التي قاموا بتسجيلها لدى السلطات الجزائرية بمغنية بعد طردهم من المغرب في سبتمبر من سنة 1975 أحداث سنة 1975 تطرد الجزائريين من أراضيهم أكد عمي الميلود أنه بعد أحداث سبتمبر سنة 1975 قامت السلطات المغربية بطرد الجزائريين إلى خارج وادي الجرف لحمر وأرغمتهم على ترك منازلهم وأراضيهم التي إستولى عليها مغاربة وأصبحوا يستغلونها أمام أعين أصحابها الذين يملكونها أبا عن جد، وقدر عمي الميلود الأراضي التي استولى عليها المغاربة بحوالي 650 هكتار، حيث فقدت عائلة الرفوفين حوالي 100 هكتار ونفس الشيء بالنسبة لعائلات مظهر وأمزيان ومعلاوي، كما فقدت عائلات بوبي 50 هكتارا ونفس المقدار لعائلة تغدوين، فيما أمم 40 هكتارا من أملاك كل من عائلات بوسطيلة ومرسين، كما فقدت عائلات أمزيان ومزوري وشقوقي 30 هكتارا لكل منها، إضافة إلى فقدان هذه العائلات لعدة رؤوس من الأغنام والأبقار والأحصنة والبغال والماعز.. في حين طردت هذه العائلات من مساكنها التي تحيط بها بساتين من أشجار اللوز والزيتون والتين. عمي محمد المعلاوي طرد من منزله إلى الجزائر بدون لباس ولا فراش عمي محمد معلاوي شيخ وقور في ال 78 من عمره أكد أنه: '' في سنة 1975 طردت من بيتي الموجود خلف الواد الذي يسكنه حاليا مغربي أمام أعيني دون أن آخذ معي مثقال ذرة من أملاكي، وتركت بيتي المكون من 03 غرف ومطبخ وبئر تحيط به أكثر من 60 شجرة زيتون ونفسها من اللوز والتين بدون سبب، هذه الأرض التي أملك عقودها وهي متوارثة أبا عن جد لمدة تزيد عن 5 قرون '' ، كما كشف عمي محمد المعلاوي عن أسماء الأراضي التي تم تأميمها وهي قطع كل من: كركور الغراب، الزنبيل، دار لعموري، الفيضة، الكوشة، تغانمين، ديار لخضر، بارويس، القلتة البيضاء، تزين الحاج، أفديس، البيايض، الولجة، تيداغ عدي، تميزار نصلاح، الحاسي، الحمري، سروال اليهودي، وهي كلها أراض خصبة صالحة للزراعة، إضافة إلى أراضي الغابات مثل منطقة دوار العلاليس قرب منطقة أنقاد، ومن جهته تدخل السيد رفوفي العربي صاحب ال 73 من عمره أن السلطات المغربية قدمت له وثيقة تؤكد إسترجاع أملاكه من الأراضي لكنه محروم من إستغلالها، أما القنصلية الجزائريةبوجدة التي تقرب منها ملاك هذه الأراضي فطالبتهم بإرسال الوثائق إلى وزارة الخارجية بالجزائر ولا تزال لحد الآن منذ أكثر من 07 سنوات على هذه المراسلة لم تفصل الوزارة في القضية. مقبرة سيدي بوبناد تشهد على جزائرية المكان أشار عمي محمد المعلاوي ونحن نخرج من منزله إلى مقبرة لا يفصل بيننا وبينها إلا واد صغير، إنها مقبرة صغيرة تقع خلف مركز المراقبة المغربي، إنه سيدي بوبناد الذي يرقد فيه جميع جثمان أهل قرية روبان التي توفي أصحابها قبل سنة 1975 وهي تعد أكبر شاهد على ملكية هذه الأرض للجزائريين خصوصا وأنه لا يوجد أي قبر لمغربي وسط الجزائريين، وأكد الحاج محمد معلاوي أن ولدين له مدفونان هناك، وأكد السدي رفوفي العربي أن ولديه وابنيه اللذين توفيا قبل سنة 1975 مدفونان بهذه المقبرة التي نزورها بانتظام، حيث يقوم أهل روبان بزيارة قبور أهلهم كل أسبوع وفي الأعياد والمواسم أمام مرأى حراس الحدود المغاربة الذين لا يقولون لهم أي شيء ولا يحرمونهم من حق الزيارة، حيث بالنسبة إليهم المقبرة حق من الحقوق. ملف الأراضي مطروح على طاولة السلطات منذ 1993 أجمع كل من التقيناهم على أن ملفات التعويض مطروحة على طاولة السلطات منذ سنة 1993 حيث تقدم أعيان المنطقة من القنصل العام لعمالة وجدة والذي طالبهم بمراسلة تلقت ''الحوار'' نسخة منها مؤرخة في 12 ماي 2001 بتقديم عقود الملكية أمام وزارة الخارجية الجزائرية، لكن لحد الآن دون جدوى، كما كشف السيد رفوفي العربي أن المصالح الجزائرية في سبتمبر من سنة 1975 استقبلت الجزائريين المطرودين وطلبت منهم تسجيل الأملاك التي سلبت منهم، لكن لحد الآن لم يتم تعويضهم، أما مصالح دائرة بني بوسعيد التي اتصل بها المتضررون مرات ومرات فأكد ممثلها أن القضية ذات بعد وطني ولا يمكن لمصالحها التحرك بل يجب التحرك على مستوى أعلى السلطات للبلدين للوصول إلى حل لهذه القضية العالقة منذ 38 سنة كما أشار سكان روبان أن سلطات عمالة وجدة راسلتهم سنة 1991من أجل تسوية الوضعية لكن دون جدوى كما أن مصالح الدرك الوطني استمعت إلى العائلات المعنية منذ سنة لكن دون أية نتيجة تذكر لحد الساعة.