نشطت باريس رُسلا من الدرجة الأولى ل"امتصاص" غضب السلطات الجزائرية على القرارات الفرنسية الأخيرة وموقفها من ملفات خلافية بين المرادية والاليزي وتحاول فرنسا تفادي التعليق على التقارير التي صدرت في وقت سابق وتفيد بأن العلاقات مع الجزائر تدهورت بسبب وضع الأخيرة على القائمة السوداء في النقل الجوي. قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن أمين عام الاليزيه كلود غيون والمستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي جون دافيد ليفيت منتظران بالجزائر العاصمة اليوم لمقابلة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ولغرض واحد: تصفية الأجواء وإيجاد سبل للتقارب الفرنسي الجزائري. وستكون المهمة الأولى لمبعوثي نيكولا ساركوزي إقناع السلطات الجزائرية بنية باريس في مراجعة مواقف سابقة على غرار سجن الدبلوماسي الجزائري محمد زيان حسني والتحقيق في ملف اغتيال رهبان تيبحيرين. وكانت النقطتان المذكورتان إحدى أربع نقاط تثير غضب السلطات الجزائرية من باريس على اعتبار أن فرنسا الراغبة في استرجاع مكانتها الاقتصادية والتجارية في الجزائر لوحت بتهم كبيرة وجهتها للجزائر بطرق دبلوماسية وإعلامية وحركت حملات سابقة ضد الجزائر وعلى راسها اتهام الجيش باغتيال رهبان تيبحيرين السبعة في مارس 1996 خطأ، ولكن السفير الفرنسي في الجزائر كزافيي دريانكور تبرّأ مؤخرا من الاتهامات التي وجهها الجنرال المتقاعد بوشوالتر للجيش الجزائري بتورطه في مقتل الرهبان الفرنسيين السبعة بمعبد تبحرين في المدية، وقال دريانكور إن هذه التصريحات "لا تلزم فرنسا الرسمية بشيء فهو رأي شخصي لا أكثر ولا أقل''. وأوضح دريانكور أن الشهادات الإعلامية التي تصدر عن مسؤولين سابقين "أضحت ظاهرة في فرنسا وفي دول غربية أخرى"، وقال إن هؤلاء المسؤولين مثل بوشوالتر ''يعطون لأنفسهم حق الكتابة لملء الفراغ". وأكد السفير الفرنسي أن الرئيس نيكولا ساركوزي طوى رسميا قضية الرهبان وتقيّد ببيان الجماعة الإسلامية المسلحة رقم 44 الذي أعلنت فيه تبنيها مقتل الرهبان. وكان السفير الفرنسي نفسه تحدث عن أربع ملفات تلغم استقرار العلاقات الجزائرية الفرنسية ويعتبر البرودة التي تطبع العلاقات الثنائية طبيعية، كونها تتأثر "بما يحصل هنا وهناك". واعترف دريانكور بأن قضية سجن محمد زيان حسني، الإطار بوزارة الخارجية، من بين القضايا التي سممت العلاقات بين الجزائر وباريس، إلى جانب الماضي الاستعماري وموقف فرنسا من قضية الصحراء الغربية. ويصر الدبلوماسي الفرنسي على رفض الاتهام الموجه لاستثمار بلاده في الجزائر ب "الانتقائي" بحثا عن الربح غير المكلف. وتحاول فرنسا تفادي التعليق على التقارير التي صدرت في وقت سابق وتفيد بأن العلاقات مع الجزائر تدهورت بسبب وضع الأخيرة على القائمة السوداء في النقل الجوي. وكانت تقارير صحافية ذكرت أن العلاقات بين باريس والجزائر اتخذت منعطفا أسوأ بعدما أرجأت الحكومة الجزائرية زيارة وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير.