ووري التراب ، أمس العقيد علي تونسي، المدير العام للأمن الوطني بمقبرة العالية عن عمر يناهز 73 ، وسط جو مهيب، وذلك بعد إلقاء النظرة الأخيرة بالمدرسة العليا للشرطة بشاطوناف ببن عكنون ، بحضور أعضاء الحكومة يتقدمهم وزير الداخلية و الجماعات المحلية و كذا إطارات و موظفي الأمن الوطني و إطارات الدولة وأعضاء عائلة المرحوم حاضرين بالقاعة الشرفية للمدرسة للترحم على روح علي تونسي الذي توفي أول أمس الخميس عن عمر يناهز 73 سنة. وكان المرحوم علي تونسي قد لقي حتفه على يد ولطاش شعيب، مسؤول الوحدة الجوية التابعة للأمن، في حين جرح 13 مسؤولا أمنيا على الأقل بينهم رئيس الأمن الولائي للعاصمة، ومدير الديوان في المديرية. وأفيد أن الجاني حاول أن ينتحر بسلاحه مباشرة، لكنه أصيب بجروح ونقل إلى مستشفى عين النعجة العسكري. علي تونسي من مواليد 1937 مجاهدا من الرعيل الأول و شغل غداة استقلال الجزائر العديد من المناصب العليا. فقد التحق الفقيد المعروف باسم "غوتي" والمتحصل على شهادة ليسانس في الحقوق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1957و عمره لم يتجاوز 20 سنة حيث كان لا يزال طالبا بثانوية مكناس (المغرب). وفي سنة 1959وقع الفقيد أسيرا لدى جيش الاستعمار و كان آنذاك برتبة ملازم في الناحية الخامسة (سيدي بلعباس) التابعة للولاية التاريخية الخامسة. وبعد استقلال الجزائر اشرف علي تونسي على إنشاء وتنظيم مصالح الأمن العسكري وهو المنصب الذي تولاه إلى غاية سنة 1980. كما شغل الفقيد علي تونسي الذي هو أب لثلاثة أطفال منصب مدير الرياضات العسكرية إلى غاية سنة 1984و مديرا للمدرسة العسكرية لعلوم مساحات الأرض حتى سنة 1986و بعدها عين قائدا للناحية العسكرية الرابعة قبل أن يحال على التقاعد برتبة عقيد سنة 1988. واستدعي علي تونسي سنة 1995 ليعين على رأس المديرية العامة للأمن الوطني التي اشرف على إدارتها إلى غاية وفاته. و عن مناقب الرجل أشاد رفقاؤه و جيرانه و كل من عرفه بخصاله الحميدة و بمشواره الكفاحي و النضالي الحافل بالعطاء في سبيل الوطن ، حيث أشار صهر المرحوم النائب الربلماني السابق عمر غربي إلى أن الرجل كان مجاهدا بالأمس ، ناضل من أجل تحرير الجزائر وواصل مسيرته بعد الإستقلال رفقة العقيد زرهوني ، ولما أوكلت له مهمة تسيير المديرية العامة للأمن الوطني كان هدفه الوحيد هو عصرنة جهاز الأمن و الرفع من مستواه ليواكب نظرائه في العالم .و تأسف المتحدث عن فقدان الجزائر لمثل هؤلاء الرجال ، معيبا على عدم احترام النظام المعمول به بخصوص حمل السلاح داخل مؤسسات الدولة قائلا إن مثل هذه الأخطاء هي السبب في حدوث هذا الأمر . و أكد صهر المرحوم أنه بعد ورود معلومات حول وجود تجاوزات في المنصب الذي كان يشغله الجاني لجأ تونسي إلى تحريات خاصة لمعرفة هذه التجاوزات، حيث كان يقول : " لا أريد أن تكون هناك نقابة في الشرطة ، بل أنا هو النقابي الذي يدافع عن جهاز الشرطة و الشرطي" ، الأم الذي أدى إلى انفراد الجاني بالمرحوم في مكتبه أثناء لقاء جمعه بمسؤولي الأمن صبيحة الحادث .