يعير المجتمع الجزائري موضوع تربية البنات أهمية قصوى ، فمنذ صغر الفتاة يحرص والداها على تعليمها وتكوينها بطرق عديدة ، و من بينها الرياضة ، و التي بقدر ما تمنحه من فوائد عظيمة عليها ، بقدر ما يكون لأفراد عائلتها أو بيئتها و حتى مجتمعها تدخل كبير في ممارستها من عدمه . محمد بن حاحة ما أجمل أن نرى فتيات صغيرات يمارسن أنواعا مختلفة من الرياضات بكل رشاقة و لياقة بدنية ، و أجمل من ذلك أن تواصل تلك الفتاة ممارستها لرياضتها حتى بعد تجاوزها سن الشباب، لكن هل فعلا للفتاة الجزائرية الحق في أن تمارس الرياضة التي تحبها؟ و هل كل الفتيات يملكن الحق في عيش حلمهم الرياضي و الإرتقاء في هذا المجال؟ من أجل مناقشة هذا الموضوع استفسرنا بعض المواطنين الذين كان لكل منهم رأيه الخاص. الرياضة مقتصرة على صغيرات السن من بين ما نلاحظه في مجتمعنا الجزائري إقبال الوالدين على تسجيل بناتهم في قاعات الرياضة و تشجيعهم لهن على المواصلة فيها، و هذا ما سيفعلنه ، لكن معظمهن ستوقف و تمنع من المواصلة مستقبلا ، فما السبب في ذلك؟ محمد يحكي لنا قصة ابنته التي قام بتسجيلها و هي في ربيعها الخامس بدروس الرقص الكلاسيكي بمعهد الموسيقى و الرقص، كانت جد موهوبة ، إلا أنها بعدما بلغت سن الثانية عشر قام بإيقافها و منعها من الذهاب إلى القاعة ، و ذلك بسبب اللباس الذي تمارس به هذه الرياضة، فهو جد رقيق و جد ضيق، ملتصق بالجسد ولقد لاحظ أن ابنته كبرت و لا يمكنها الظهور بتلك الملابس أمام معلمها ، و القيام بتلك الحركات المغرية في ذلك اللباس المغري. مستقبل الرياضيات الترجّل كثير من الشابات الممارسات لبعض أنواع الرياضة و خاصة تلك التي تتطلب جهدا عضليا قويا ، تجدهن فاقدات لأنوثتهن ، و حلت محلها مظاهر و تصرفات ذكورية محضة، و هذا ما جلب انتباهنا حين قمنا بزيارة عدة قاعات رياضية و احتككنا ببعض الشابات الممارسات للرياضة فيها ، و خاصة عند رياضات الفنون القتالية العنيفة ، و بعض الرياضات التي من الأفضل لو أنها اقتصرت على الذكور ، لما تتطلبه من جهد قوي قد يغير خلقة الفتاة و أنوثتها إن مارسته طويلا. بإحدى قاعات رياضة الجيدو التي قامة "الجزائرالجديدة" بزيارتها، كان الكثير من الفتيات يتصارعن، و ما يميزهن هو عرض مناكبهن و ظهرهن الأنوثة التي تزين سير المرأة الطبيعية. و في وقتنا الحالي أصبحت النساء و الشابات خاصة، يمارسن رياضات رجالية صرفة ككرة القدم ، و التي إن رأيت ممارساتها فلن تفرق بينها و بينك لفقدها أبسط سلوك النساء ، و حلولها تماما في شخصية الذكور. أفكار مسبقة و مفاهيم خاطئة رياضات كثيرة تثير إعجاب الفتيات و يحببن ممارستها ، لكن بعض الآراء المنتشرة في المجتمع، و التي لا نعلم صحتها من بطلانها ، و يواصل الناس تكرارها دون البحث عن أساسها من الصحة، من بين هذه الرياضات ، الفروسية أو ركوب الخيل ، و التي رغم جمالها و مناسبتها للفتيات من النظرة الأولى، خاصة و أن الفتيات يبدين إعجابا كثيرا بالخيل و يحببن الإعتناء به و تمشيطه، لكن الكثير من الناس يزعمون أن ركوب الخيل بسبب التذبذبات و القفزات التي تتعرض لها الفتاة أثناء ركوبها الخيل قد يسبب في تمزيق غشاء البكارة لديها. لا إفراط و لا تفريط "لا إفراط و لا تفريط"، هذا ما قالته لنا الشابة " أمال" و الممارسة لرياضة كرة اليد ، مفسرة ذلك بأنه هناك رياضات خاصة بالمرأة و رياضات خاصة بالرجال، و أخرى مشتركة بينهما ، غير أنه مهما كان خيار الشابة و أيّا كانت الرياضة التي وقع عليها خيارها ، فيجب ألاّ تنسى أنها فتاة أجمل ما فيها أنوثتها و عليها حراستها". تبقى ممارسة الفتاة الجزائرية موضوعا تحكمه الكثير من القيود النفسية و الاجتماعية كالسن و البيئة، لتبقى هي في الأخير حائرة بين رياضة أنوثة لن تواصلها بمجرد بلوغها، أم رياضة ذكور تغطي بها ضعفها كأنثى؟ محمد بن حاحة