كتب القدر لمحمد الصغير الذي لا يربو عمره عن أربع سنوات، أن يولد بتشوه خلقي تعلق بثقب في القلب، و استدعت حالته الصحية إخضاعه لعملية جراحية بسيطة ، غير أن الأطباء الذين خضع الطفل لاستشفائه عندهم عقّدوا من حالته إلى أن تدهورت ، فعرف جسده الهزيل السقم، و تحمّل معاناة أكبر من عمره بكثير ، فيما عجزت عائلته ذات الدخل البسيط في جعل الدواء موضع الداء ، و لسان حالهم يقول " العين بصيرة و اليد قصيرة " . من الصعب على الوالدين تحمل رؤية أبنائهم و هم يعانون من أمراض خطيرة يعجز على تحملها أقوى الناس، حتى تجدهم يتمنون لو أن ذلك المرض كتب عليهم . و يعيش الكثير من الأمهات و الآباء كآبة و حزنا دائما، شفقة على أبنائهم الذين يعانون آلام الأمراض الخطيرة، "محمد الصغير" واحد من هذه الحالات التي تكشف عنها "الجزائرالجديدة" بعد حديثها مع الوالدة، التي لم تكل و لم تمل من نشر نداءات متكررة عن حالة ابنها المتدهورة على صفحات " الفايسبوك" ، دون أن تجد من يدعّمها ماديا و يقاسمها مصاريف أنهكت كاهلها و خارت لها قوى والد يعمل كحارس ، و رغم ذلك ضحى بالنفس و النفيس من أجل إخراج طفله من دوامة المرض . ولد " محمد الصغير" بتشوه خلقي متمثل في ثقب على مستوى القلب، و لمّا بلغ 8 أشهر و بدت عليه آثار المرض قامت "أم محمد" بأخذه إلى عيادة ديا ر السعادة الكائن مقرّها بالمرادية بالعاصمة ، و بعد إجراء عدة فحوصات طبية على الطفل، تقرر إجراء عملية جراحية قلبية له، و رغم طمأنة الطبيب لأم المريض أن العملية بسيطة و جد سهلة و أنه لن ينتج عنها أية مخاطر ، إلا أن محمد دخل جرّاءها في غيبوبة دامت خمسة أيام ، و كانت المفاجأة بعد إفاقة المريض . بعد مرور خمسة أيام على العملية و إفاقة الطفل من الغيبوبة، فوجئ أهل المريض لدى خروج " محمد الصغير" من غرفة الإنعاش بوجود بطارية فوق صدره، ولما استفسرت الأم الطبيب عن تلك البطارية أخبرها أنهم اضطروا لغرس البطارية في قلبه ، فحالة الطفل الصحية و ارتفاع ضغطه الدموي استدعت إجراء العملية فوريا، و طمأنها بأنه سينزعها له بعد يومين أو ثلاثة أيام على الأكثر ، إلا أنه تم استبدالها ببطارية أخرى في الثامن أكتوبر من السنة الماضية بمصلحة القلب بمستشفى بواسماعيل بالعاصمة ، ليبقى قلب "محمد الصغير" تحت رحمة تلك البطارية . و من المقرر أن يخضع محمد الصغير بعد أقل من 10 أيام لفحوصات طبية بالعاصمة ، و تطالب أسرته أصحاب القلوب الرحيمة ، تقديم يد المساعدة لها على القدر الممكن ، خصوصا و أن تكاليف تنقلها من مدينة وهران إلى العاصمة زادت من حجم معاناتها و فاقمت مصاريف ابنها العلاجية . و تضع السيدة على صفحتها بالفايسبوك التي تحمل اسم " Houari Rahmani " كل الوثائق الطبية التي تثبت الحالة الصحية لطفلها ، و تضع تحت تصرف المحسنين رقم هاتف لكل من يرغب في زرع البسمة في وجه البراءة . و يبقى أجر المحسنين على الله . مريم.و /محمد.ب