افتتح مساء أول أمس،بمركز الفنون والثقافة بحصن 23 قصررؤساء البحر بالعاصمة،معرض جديد للفنان المخضرم مصطفى عدّان الذي اختار لخرجته الجديدة عنوان " أوشام 2"،وأهداه إلى المجاهد الشهيد مصطفى فروخي الذي رحل رفقة زوجته وثلاثة من أبنائه رحمهم الله جميعا في 1960 ،وقد جرى الافتتاح بحضور مدير المتحف عز الدين عنتري وعدد معتبر من الفنانين التشكيلين من مختلف الأجيال الذين اكتظت بهم جنبات القصر العتيق،ويعد هذا المعرض الذي شغل طابقي حصن 23 الشهير ثريا من حيث اللوحات التي تناولت العديد من المواضيع ،القصبة ،مساجد العاصمة،الأمومة والطفولة ،المناظر الطبيعية ، التاسيلي، الأم البربرية، حروف التفيناغ ،العرافة " القزانة "بمختلف تمظهراتها،فلسطينوغزة تحديدا من خلال " فراشة غزة المحترقة "بتقنية القلم والحبر،وبعض الصور الذاتية ،صراخ دمشق،بالإضافة إلى عدد من المصكوكات التي تتخذ من النحاس مادة أولية لها . وتبقى أعمال الفنان عدّان متنوعة ومتمايزة تجمع بين نحت القلعات والقصور الواقفة في الفراغ، والتي تجلي سماء دون سحاب، كما يمتاز بفن الرسم الرمزي والمجازي وفي الفن التجريدي تزاوج أعماله بين الإشارة والشكل الهندسي،وجوه النساء،النظرات، الوشم،والعلاقة بين الأم والطفل، المناظر الطبيعية وسواحل البحرالتي يتم تداولها في الغالب ضمن علاقة عمودية تنشد الرفعة على عوامد وسنائد تقليدية مثل الورق والقماش،تركيبات عدان تهمس لنا بكلمات تعزب عن مداركنا،وفي الجملة نحفظ من أعماله الإيقاعات اللطيفة التي تتصادم أحيانا وتتناغم وتندمج أحيانا أخرى مع خلائط زرقاء، ويعترض( شلالات اللون الأزرق) في اللوحات،لون أكسيد الرصاص وحتى اللون الأحمرالذي يميز ويفصل بين عالمين العلوي والسفلي ،ومن خلال أعماله على أنواع من المواد المعدنية النحاسية تحديدا وطريقة "الميناء"التي صارت تخصص جل أعماله،يقول لنا أن زمن النضج، وارتفاع درجة الحرارة، وكل مراحل التحضير، تحدد النتيجة النهائية في عمله الفني، فهو يطلق العنان لخياله الفني ويكرر التجربة إذا ما تطلب الأمر بعيدا عن الممكن،من أجل إحداث التغيير وإبراز أقنعة مصاغة من معادن تبتسم لنا،وتذكرنا بأصولنا الإفريقية ،ويبقى هذا الفنان صاحب الثمانين ربيعا مثالا للفنان الذي لا يكل ولا يمل،الفنان المبدع الذي حاول أن يكتشف كل واجهات الفن التشكيلي ،وهو يعمل من أجل تقاسم المعارف والتجارب ووجهات النظر التي هي دائما في سيرورة دائمة وغير متقطعة . وللعلم فإن مسار مصطفى عدّان يعد ثريا جدا،وهو الذي عرف عنه شغفه بالفن وكان أخر معرض له بفضاء محمد راسم " نظرة حول العالم " هزت الضمائر وقتها نظرا لما احتوته من أعمال عرت الواقع ، رسومات بالقلم ،وإشارات بيانية ذات أشكال كاريكاتورية عبرت عن غضب الفنان الداخلية، هو من مواليد القصبة في 12 مارس 1933،بدأ دراسته منذ الستينات في ألمانيا ب"لايبزيغ " وتحصل على شهادة جامعية في البيداغوجية الفنية وفي الرسم النحت ، عاد إلى الجزائر في 1965 ، له رصيد كبير من الأعمال من بينها رسم طابعين بريديين الأول كان بمناسبة افتتاح قصر المعارض في 1970 والثاني بمناسبة المعرض الإفريقي الثاني في 1977، كما ساهم في إعادة العديد من القصور وفي مطار هواري بومدين وضريح سيدي بومدين بتلمسان. عدة خليل