تناشد 35 عائلة قاطنة بشارع "حميدو سعادة" التابع إداريا لبلدية بوروبة بالعاصمة، السلطات المحلية قصد ترحيلهم إلى سكنات تحفظ ما تبقى من كرامتهم، بعدما تجرّعوا مرارة العيش مدة 40 سنة. لم تتمكن هذه العائلات من الظفر بسكنات لائقة رغم إيداعهم لملفات الحصول على السكن أكثر من مرة على مستوى بلدية بوروبة، ولكن دون جدوى وطوال مدة 40 سنة عاشوا ظروفا مزرية، في سكنات هشة تكاد تنهار فوق رؤوس قاطنيها تنعدم بها جميع الضروريات، فحتى المرحاض لم يكن متوفرا لديهم، لذلك اضطروا إلى إنجاز مرحاض جماعي، تتشارك فيه جميع العائلات وهو ما يثير سخطهم، كون هذا الأمر منافي للعقلية الجزائرية المتسمة بالحشمة، والحرمة، وهو ما افتقدته هذه العائلات وبهذا الشأن أكدت إحدى السيدات أن النساء تنتظرون صباحا ذهاب الرجال إلى العمل أولا، بعدها يخرجن من منازلهن، وهذا الأمر سبّب لهم الكثير من الأمراض، بسبب قلة النظافة أما بيوتهم فتغرق كل فصل شتاء في الأمطار مما يدفع بهم إلى قضاء لياليهم في العراء عند تساقط الأمطار بغزارة، وذلك خوفا من سقوط هذه الأخيرة والتسبب بكارثة إنسانية، ومن جهة أخرى يعاني الكثير منهم من أمراض الربو، والحساسية بسبب ارتفاع درجات الرطوبة، ناهيك عن تخفوّهم من انتشار وباء بينهم بسبب الروائح القذرة المنبعثة من المرحاض العمومي، وفي ظل هذا الوضع المزري الذي يبقى قائما نظرا لعدم ظهور أية بوادر لترحيلهم يبقى مصير هذه العائلات مجهولا.