يباشر وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، بداية من اليوم زيارة رسمية لألمانيا، تستمر على مدار يومين، بدعوة من نظيره الألماني جيدو فيسترفيلله، وذلك ردا على الزيارة التي كان قد أداها رئيس دبلوماسية برلين للجزائر، في جانفي 2012 . وأفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية، أن هذه الزيارة " من شانها تجسيد الإرادة السياسية التي عبر عنها مرارا البلدان في تكثيف الحوار السياسي وترقية التعاون الثنائي"، كما أشار إلى أنها "تأتي في سياق مواصلة تبادل الوفود ذات المستوي الرفيع والتي تشهد على "الدفع" الذي حظيت به العلاقات الثنائية بين البلدين لاسيما زيارتي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في ديسمبر 2010 والمستشارة الفدرالية انجيلا ميركل في جويلية 2008 . ومعلوم أن الجزائر وألمانيا قد أنشأتا في 2010 بمناسبة زيارة الرئيس بوتفليقة لبرلين اللجنة المختلطة الجزائرية الألمانية التي عقدت دورتها الثانية في افريل 2012 في العاصمة الجزائرية، وستعقد دورتها الثالثة في برلين في الشهر القادم . وستسمح هذه الالية بتاطير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، بحسب ما أورده موقع الوزارة على الأنترنيت . وتسهد العلاقات الثنائية، سيما على المستوى الاقتصادي، نموا مضطردا في السنوات الأخيرة، وتعتبر الصفقة التي أبرمتها مديرية الصناعات العسكرية لوزارة الدفاع الوطني مع العملاق الألماني المختص في صناعة السيارات "مرسيدس بنتس"، واحدة من أكبر الصفقات التي تربط الجزائر بشريك أجنبي. وكانت بالجزائر قد شهدت في نهاية فيفري المنصرم، لقاء عمل جمع بين مديرية الصناعات العسكرية لوزارة الدفاع الوطني مع العملاق الألماني، خصص لاستكمال المشاريع المشتركة في مجال الصناعة العسكرية، وهو اللقاء الذي سيمكن الجزائر من استغلال العلامة الألمانية "دايملر"، وكذا توسيع التعاون التقني والتكوين المرتبط بمشاريع إنجاز العربات الخفيفة لكل الميادين بمؤسسة تطوير صناعة السيارات بتيارت و مشاريع إنجاز العربات الصناعية بالرويبة والمحركات بقسنطينة. وقد ارتفعت مشتريات الجزائر من السلاح الألماني إلى 380 مليون دولار في العام الماضي، فيما قالت مصادر إلمانية إن "الصفقات العسكرية المبرمة مع الجزائر أخذت منحى تصاعديا في السنوات الأخيرة"، علما أن الجزائر كانت قد طلبت العام الماضي من مجموعة الإنشاءات البحرية الألمانية TKMS بناء فرقاطتين لتعزيز قواتها البحرية زنة كل واحدة منهما 3400 طنا. كما أشارت المصادر إلى أن الجزائر تدرس شراء ما بين 70 و80 مقاتلة جديدة لتعويض الطائرات الروسية القديمة التي لن تعد تساير التطورات التقنية العالية، حيث وضعت خطة للسنوات الخمس المقبلة ترمي لتجديد الأسطول الجوي بالكامل، لمواكبة تطور أسلحة الجو في العالم.