أكدت مصادر ليبية مطلعة مغادرة عائلة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي للأراضي الجزائرية، و كشفت في ذات الصدد عن أنباء لجوئها إلى سلطنة عمان، موضحة أن سلطات هذه الدولة حصلت مسبقا على تعهد من معظم أفراد العائلة بعدم استخدام أراضيها للعمل السياسي أو الإعلامي ضد ليبيا بأي شكل من الأشكال. وأوضحت مصادر إعلامية، أمس، أن سلطنة عمان منحت عائلة القذافي التي تضم زوجته صفية فركاش وأبناءه الثلاثة عائشة ومحمد وهانيبال وأحفاد القذافي، حق اللجوء السياسي على أراضيها، مشيرة إلى أنه تم إبلاغ السلطات الليبية والجزائرية بهذه الترتيبات بشكل مسبق حتى لا يساء فهم موقف الدولة العربية، و أكدت في سياق متصل منح أفراد عائلة القذافي جوازات سفر دبلوماسية خاصة لتسهيل انتقالهم من الجزائر بعد حصولهم على حق اللجوء السياسي في الدولة. و في ذات الصدد أوضحت ذات المصادر أن ما يدعم صحة هذه المعلومات هو أن مصادر ليبية أكدت في وقت سابق أن السلطات الجزائرية، أبلغت وفدا ليبيا أن عائلة القذافي حصلت على عرض بمنحها حقا للجوء السياسي في سلطنة عمان، شريطة عدم ممارسة أي نشاط سياسي أو إعلامي، مشيرة إلى أن العرض يقتصر فقط على البنات والذكور دون سن ال18. ومن جانب آخر، أوضحت مصادر ليبية أن خروج عائلة القذافي كان ضمن اتفاق ثلاثي، مؤكدة أن السلطات الليبية لم تعترض على ما وصف بهذا الخروج الآمن، طالما أن عائلة القذافي لن تسبب المزيد من المتاعب لها بعد خروجها من الأراضي الجزائرية التي لجأت إليها، قبل انهيار نظام القذافي ومقتله في أكتوبر 2011، و أشارت ذات المصادر أن رئيس الحكومة الانتقالية علي زيدان، زار الجزائر بعد خروج عائلة القذافي منها متوجهة إلى الدولة العربية الثالثة، لتأكيد أن السلطات الليبية تسعى لعلاقات حسن جوار مع الجزائر وبقية دول جوارها الجغرافي بغض النظر عن موقف هذه الدول سابقا من إيواء عائلة القذافي، و أكدت أن الدولة العربية التي وافقت على استضافة عائلة القذافي وإيوائها لم يكن لها أي موقف حاد من الثورة الليبية، مشيرا إلى أن عائلة القذافي فضلت اللجوء لدولة عربية بدلا من التوجه لإحدى الدول الأفريقية أو الأوروبية التي ارتبطت في السابق بعلاقات وطيدة مع نظام القذافي قبل سقوطه. وللإشارة، كان سفير الجزائر لدى ليبيا، عبد الحميد بوزاهر، قد أكد أول أمس صحة المعلومات حول مغادرة معظم أفراد عائلة الأراضي الجزائرية لدولة ثالثة منذ وقت طويل، مؤكدا أنه ليس هناك أي فرد منهم على أراضيها حاليا، فيما لا يزال الساعدي النجل الآخر للقذافي يقيم في النيجر، بينما شقيقه سيف الإسلام معتقل في السجن بمدينة الزنتان الليبية، بانتظار استئناف محاكمته في شهر ماي المقبل وسط اعتراض من المحكمة الجنائية الدولية. بشرى.س