أفادت مصادر إعلامية موريتانية، أن سنده ولد بوعمامه، وهو الناطق باسم جماعة أنصار الدين الإسلامية التي كانت تنشط في شمال مالي، قبل الاعتداء الفرنسي على المنطقة، وصل صباح الاثنين، إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط، قادما من مالي، ليتأكد زيف المعلومات التي تحدثت في وقت سابق عن لجوئه رفقة عدد من قيادات الجماعة على الجزائر.. وكان القيادي بجماعة أنصار الدين، قد سلم نفسه للسلطات الموريتانية مساء السبت بمدينة باسكنو الحدودية، بعد ما يقارب الستة أشهر من التخفي، إثر سقوط قواعد الجماعة، بعد هجوم الجيش الفرنسي على إقليم الأزواد. وذكرت المصادر أن سند ولد بوعمامة سلم نفسه بعد مساعي من بعض أقاربه، إضافة إلى اتصالات جرت بينه وبين السلطات الأمنية الموريتانية. ومعلوم أن القيادي في جماعة أنصار الدين مطلوب لدى المصالح الأمنية في كل من فرنسا وموريتانيا، فهم يعتبرونه مسؤولا عن عمليات القتل التي وقعت في شمال مالي بعد سقوطها بايدي الجماعات المسلحة، وطرد الحركة الوطنية لتحرير الأزواد منها، وهو ما يعني أن نواكشوط ستتعرض لضغوط خاصة من السلطات الفرنسية من أجل تسليمه لمحاكمته، ولعله يكون قد تلقى ضمانات من طرف حكومة بلاده بعدم تسليمه لفرنسا. وكانت السلطات الجزائرية قد نفت أن يكون أي من قادة تنظيم "أنصار الدين" قد لجأوا إلى الجزائر، وأكدت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية عمار بلاني المعلومات التي تحدثت عن لجوء قيادات من حركة أنصار الدين التي كانت تسطير على جزء من مدن شمال مالي إلى الجزائر. ومعروف أن ولد بوعمامه سبق وأن اعتقل في موريتانيا بتهمة الإرهاب قبل أن تتم تبرئته ليطلق سراحه بعد ذلك، غير أن ولد بوعمامه ظهر بعد ذلك في أزواد، حيث اعتقلته السلطات المالية بتهمة التعاون مع كتيبة الفرقان التي يقودها أمير منطقة الصحراء حالياً يحي أبو الهمام، قبل أن يتم إطلاق سراحه في إطار صفقة لتبادل الأسرى أطلق بموجبها سراح الرهينة الفرنسي بيير كامت. وينحدر ولد بوعمامه من قبائل البرابيش في منطقة تمبكتو، وكان والده معلما لدى الاستعمار الفرنسي، في مدينة كيفه، قبل أن يستقر في موريتانيا، حيث درس سنده وأنهى دراساته الجامعية ليحصل على شهادة من قسم التاريخ بجامعة نواكشوط. كما عرف عن سنده ميوله القومية العروبية في مراحل دراسته الأولى، قبل أن يتحول إبان الفترة الجامعية إلى الفكر السلفي، وبعد ذلك ظهر في الميدان السياسي عندما كان يحتل الرتبة الثانية في لائحة بلدية تقدم بها حزب تواصل، ذي المرجعية الإسلامية، بمدينة باسكنو.